أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية رسميا بأنها ستستخدم حق النقد الفيتو ضد الخطوة الفلسطينية التي تطالب بالعضوية الكاملة في الأممالمتحدة لدولتهم في مجلس الأمن رغم تكثيف الإدارة الأمريكية من ضغوطها في محاولة أخيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه وثني الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في مواصلة هذا الطريق والذي قد يعزز من ترسيخ صورتها القبيحة في المنطقة العربية والاسلامية خاصة في ضوء التطورات الثورية في المنطقة العربية. جولات مكوكية قام بها دبلوماسيون امريكيون وأوروبيون لهذا الهدف التقوا خلالها بالرئيس عباس منها مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير والقائم بأعمال مبعوث السلام الامريكي الخارجي ديفيد هيل وتركزت اللقاءات والاتصالات حول قضية واحدة وهي محاولة اقناع ابومازن بعدم جدوي خيار الأممالمتحدة كما اجرت وزارة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اتصالات بالرئيس عباس تمنت فيه علي أبومازن ان يستمع إلي ما سيقوله له بلير وهيل غير أن الموقف الفلسطيني يبدو حتي اللحظة ثابتا لم يتغير رغم وجود خلافات قوية بين الجانبين إذ يري الفلسطينون في ذهابهم للأمم المتحدة لانه هو المهم فالمسعي الفلسطيني هو تثبيت خيار الدولتين وتعزيز هذا الخيار والحفاظ علي عملية السلام امام حكومة اسرائيل التي اختارت الاملاءات والمستوطنات والاقتحامات لفرض الحقائق علي الأرض وتدمير عملية السلام وحتي الآن فإن الموقف الفلسطيني في موضوع الذهاب للأمم المتحدة ثابت ولا تغيير فيه. لم تكتف الولاياتالمتحدة بذلك بل قامت بحملة دبلوماسية كبيرة أطلقتها إدارة الرئيس باراك أوباما لدي شركائها لثنيهم عن دعم التوجه الفلسطيني وتحدثت هذه الإدارة الي عدد من الدول بشكل أكبر بكثير مما تفعله عادة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط وقد يكون علي عدد من هؤلاء ممن لا يتخذون قرارات في هذا الشأن في العادة ان يقوموا بذلك في الجمعية العامة وتصر الولاياتالمتحدة العمل في هذا الاتجاه لاحباط المطلب الفلسطيني حتي موعد الجمعية العامة إذا كان ذلك ضروريا لإعادة الاطراف إلي طاولة المفاوضات المتوقفة منذ قرابة العام.. ومن هذا المنطلق هم في حالة استعداد قصوي أيا كانت النتيجة التي سيحصلون عليها في الأممالمتحدة وهذا لا يعني انهم لن يعودوا إلي المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي والأسري والمعتقلين خاصة ان الطلب الفلسطيني الي الأممالمتحدة يتضمن نقل الضفة للأراضي الفلسطينية من أراض متنازع عليها إلي دولة تحت الاحتلال. ومازالت اسرائيل تهدد وتتوعد ثم توعد فقد جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتنياهو دعوته للرئيس عباس الي الدخول في مفاوضات مباشرة والتخلي عن طلب الحصول علي عضوية فلسطينية في الأممالمتحدة في توجه لجس النبض وابداء حسن النوايا التي لم ينتج عنها سوي المزيد من الخسارة والتنازلات من قبل الجانب الفلسطيني فالفلسطينيون وصلوا الي يقين وقناعة لا تقبل الشك بأن المفاوضات وصلت الي طريق مسدود بسبب رفض الحكومة الاسرائيلية وقف الاستيطان والتزام مرجعية واضحة ومحددة لعملية السلام تستند الي قرارات الشرعية الدولية كما ان الجانب الاسرائيلي لم يقدم أي شيء من خلال المفاوضات. الاصرار الفلسطيني لتكملة المسيرة لم يكن منفردا بل يدعمه وباصرار أغلبية جماهيرية فلسطينية تصل نسبتهم نحو 53% فقد أظهر استطلاع للرأي جري في الضفة الغربية وقطاع غزة معارضة شعبية لأي قرار محتمل قد يتخذه الرئيس محمود عباس فالتراجع عن الذهاب الي مجلس الأمن بينما توقع أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع ان تصبح فلسطين عضوا في الأممالمتحدة وبين الاستطلاع ان النسبة عالية من الفلسطينيين الذين ينظرون الي الولاياتالمتحدة كلاعب سلبي في جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية. إذن هي أيام وتبدأ المعركة وان كانت نتائجها ان الفلسطينيين لا يروا ثمة تعارضا أو تناقضا بين العودة الي طاولة المفاوضات وطلب عضوية الدولة في مجلس الأمن في 20 من الشهر الجاري فلا تناقض بين الأمرين فالمسألة ليس "إما هذا أو ذاك".