توقع خبراء اقتصاديون أن تتحول العملات الورقية العالمية، خلال السنوات العشر المقبلة، إلي الذهب والفضة، بعد أن تصاعدت وتيرة الديون في الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب انخفاض السندات المالية. وفي الوقت الذي اتجهت فيه أسعار الذهب إلي أكثر من 1900 دولار للاوقية بدأت تذبذباته خلال الأسبوع، حيث وصلت الأسعار إلي ما دون 1850 دولارا للأونصة جنيا للأرباح، بحسب متعاملين في سوق الذهب والمجوهرات. وأوضح قاسم اليافعي الخبير والمستثمر في قطاع الذهب والمجوهرات السعودي أنه بات مؤكدا ما بين 10 إلي 20 سنة مقبلة تحويل العملة العالمية الورقية إلي الذهب والفضة، وعدم فاعلية عملة الدولار حينها. وأضاف قاسم: لا شك أن ما حصل في الولاياتالمتحدةالأمريكية من ديون وعجز في السندات المالية تسبب في أزمات اقتصادية، مما كان له أثر في اتجاه بعض الدول لتحويل مخزونها الاحتياطي إلي الذهب، تخوفا من انعكاسات مستقبلية بسبب تأثر الدولار الأمريكي الذي قد ينهار في حالة تصاعد الديون في أمريكا، فالصين، علي سبيل المثال، سحبت كميات كبيرة جدا من الذهب وصلت تقريبا إلي 80% من مخزونها الاحتياطي. وأشار الخبير والمستثمر في قطاع الذهب والمجوهرات إلي أن ما حصل خلال اليومين الماضيين من تذبذبات في أسعار الذهب لجني الأرباح، وسوف يواصل الارتفاع إلي نقطة قد تعد نقطة التشبع (2000 دولار للاوقية) نظرا لوجود مضاربات من قبل بعض الشركات الكبري، وليس من أجل البيع والشراء. من جهته، قال الدكتور علي دقاق الخبير الاقتصادي: هناك حلول كثيرة قد تحد من الأزمة الاقتصادية التي أثرت علي أسعار الذهب دوليا، من خلال تغطية وتحويل بعض السندات المالية إلي أصول ملموسة، كالذهب والعقار والمصانع، ولكن الملاذ الآمن قد يعول علي معدن الذهب. وحول تأثر الدول العربية نتيجة ارتفاع الذهب، لفت دقاق إلي وجود تأثيرات في ذلك، خاصة أن الاقتصاد الأمريكي يمثل 27% من الاقتصاد العالمي، و55 في المائة من التجارة العالمية مقومة بالدولار، إضافة إلي أن 85% من أسواق المال العالمية مقومة بالدولار، موضحا أن مرجعية الدولار الأمريكي تعد عملة الاقتصاد العالمي، مما له دور كبير في ارتفاع وانخفاض أسعار الذهب عالميا. وأضاف الخبير الاقتصادي: هناك مطالبات من بعض الدول بتغيير المرجعية للدولار، تخوفا من أي أزمة تحل بالولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين أن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر قد ذكر في وقت سابق أنه من غير الواقعي الاعتقاد بأن الدولار الأمريكي يمكن أن يفقد موقعه كعملة مرجعية للنظام النقدي العالمي، خلال السنوات العشر المقبلة. وتوقع تقرير اقتصادي متخصص، أول من أمس، أن يتجاوز الذهب حاجز ال2000 دولار للاوقية قبل نهاية العام الحالي، علي الرغم من وجود بعض التقلبات في السعر قبل أن يبلغ ذلك المستوي. وأرجع التقرير الصادر عن شركة "جي إف إم إس ليميتد" البريطانية المتخصصة في أسواق المعادن، الارتفاع المتوقع إلي زيادة الاستثمار العالمي في المعدن الثمين، وليس بسبب الاستهلاك العادي. وأوضح التقرير أن الاستثمار في المعدن النفيس بلغ أشده في بداية النصف الثاني من العام الحالي، حيث تم بيع أكثر من 1000 طن من الذهب الخام مقارنة ب624 طنا خلال النصف الأول، في إشارة واضحة علي مدي كثافة الاستثمار العالمي علي منتج يعتبره الكثيرون الملاذ الآمن ضد الأخطار الاقتصادية التي تحيط بالعالم. وأشار إلي أن التباين الواضح في حجم التداولات خلال النصف الأول والنصف الثاني من 2011، نتيجة لبداية العام الحالي، الذي شهد عمليات جني أرباح كبيرة أدت إلي انخفاض ملحوظ لأسعار الذهب، ولكن النصف الثاني شهد ضغطا عاليا علي المعدن الأصفر لم يسفر إلا عن زيادة في سعر للاوقية.