كان الشعار غير المكتوب في ثورة 25 يناير "الرجل والمرأة ايد واحدة" حيث شاركت المرأة مع الرجل في أحداث الثورة منذ بدايتها وحتي تمام نجاحها وبعدها تزايدت التوقعات بتنامي النشاط السياسي والمشاركة السياسية للمرأة بشكل حقيقي وبعيدا عن الاحتفاليات الاعلامية والكوتة والمجلس القومي للمرأة التي سادت في زمن الحزب الوطني المنحل والتي لم تعكس مشاركة حقيقية للمرأة ولا رغبة أكيدة في تحقيق مصالحها، إلا أن هذه الطموحات والتوقعات لم تكن في محلها حيث شهد الواقع السياسي انسحابا ملحوظا لدور المرأة، حيث لم نشهد صعودا لحزب نسائي أو حزب تترأسه امرأة كما لم تعلن سيدة سوي بثينة كامل ترشحها لرئاسة الجمهورية هذا فيما عدا بعض الدعوات الكوميدية مثل اعلان ترشح فيفي عبده أو سمية الخشاب، وقد ارجع البعض هذا الانسحاب إلي تنامي دور التيارات السلفية ودعوتهم إلي عودة المرأة إلي البيت كما أرجعها البعض الآخر إلي عدم استقرار الأوضاع، ورغبة المرأة في اختيار الوقت المناسب للمشاركة إلا أنه في جميع الأحوال فإن المرأة في الوقت الراهن تعمل في صمت وتشاهد وتترقب وتتابع الأحداث وتحدد الأهداف لحين تسنح لها الفرصة المناسبة لتتقلد المناصب العليا سواء في الأحزاب أو الوزارات أو حتي رئاسة الجمهورية. من جانبها أكدت جورجيت قلليني نائبة سابقة مجلس الشعب لمدة عشر سنوات انها اعتزلت العمل السياسي لافساح المجال للشابات الصاعدات اللاتي كانت قد ألقت بهن اثناء الثورة ووجدت فيهن مستقبلا واعدا في العمل السياسي ومن ناحية أخري اكدت قلليني ان التيارات الدينية المتنامية المدعمة من قبل الحكومة والمجلس العسكري في مواجهة العلمانية والمدنية هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلي انسحاب السيدات من العمل السياسي محذرة أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلي مزيد من الانسحاب. إقصاء متعمد وتؤيدها الرأي الناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان مؤكدة علي وجود اقصاء متعمد للمرأة من المناصب القيادية من خلال تحالف الحكومة مع القوي الرجعية، مشيرة إلي تراجع الحكومة عن تعيين محافظات كما أن مجلس الوزراء لا يوجد به سوي وزيرة واحدة. أشارت أبو القمصان إلي أن المعاملة المهينة التي لاقتها السيدات والفتيات اثناء الثورة - في اشارة إلي كشف العذرية - قد أدت إلي تشجيع الأصوات المتشددة المنادية بعودة المرأة إلي عصر الجواري، إلا أن أبو القمصان عادت لتؤكد ان المرأة في الوقت الراهن تشارك بفاعلية علي الأرض بعيدا عن المؤسسات السياسية والحزبية كما دعت أبو القمصان الائتلافات الثورية إلي زيادة تمثيل المرأة بها لافتة إلي وجود فتاة واحدة داخل ائتلاف ثوري يضم 24 شابا. أكدت الدكتورة هدي زكريا استاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة الزقازيق علي وجود المرأة حاليا كقوة اجتماعية وسياسية متوقعة تزايد هذا الوجود عند استقرار الأمور، كما لفتت إلي أن دور التيارات الدينية المتنامي ضد المرأة ونشاطها السياسي والاجتماعي قد استفز المرأة وجعلها أكثر اصرارا وتحديا مشيرة إلي أن ما اكتسبته المرأة من حقوق بعد سنوات من المعاناة لن تتخلي عنه بسهولة، مشيرة إلي أن هذه القوي الرجعية لا تحارب سوي السيدات اللاتي يتقلدن المناصب العليا التي يطمع فيها الرجل وتساءلت لماذا لا يطالب هؤلاء بعودة السيدات الفقيرات العاملات كخادمات وبائعات إلي المنزل. ماجدة عبد البديع عضو حزب التجمع ومرشحة الحزب في انتخابات ،2010 أين دوركن الآن بعد سقوط النظام وفشل كوتة نساء الحزب الوطني؟ أجابت انها أصبحت أكثر حماسة بعد الثورة وانها ستشارك في انتخابات مجلس الشعب القادمة مطالبة بوضع المرأة في مرتبة متقدمة داخل القوائم وليس في ذيلها، مشيرة إلي أن سيدات التجمع هن المعارضات الحقيقيات ولديهن