فقدت صناديق التحوط العالمية نحو 1،8 مليار دولار خلال شهري يونية ويوليو الماضيين، وفقا لتقرير شركة "تريم تابز انفستمنت" لامداد البيانات، وذلك بعد أن جمعت الصناديق نحو 67 مليار دولار خلال الأشهر الأولي من السنة الجارية، وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن السنة الجارية من الممكن أن تبدو سيئة لمديري صناديق التحوط، خاصة بعد تفاقم أزمة الديون الأمريكية، وكذا عدم التوصل إلي حل بشأن أزمة منطقة اليورو وهو ما يعود للأذهان بعام 2008 والذي تأثرت بسببه صناديق التحوط تأثرا شديدا. وأضاف تقرير الشركة أن مؤشر باركليز لصناديق التحوط قد سجل صعودا بلغت نستبه نحو 1،1 خلال شهر يوليو الماضي، وبمعدل ارتفاع قدره 2،8% مقارنة بمؤشر ستاندرد اند بورز ،500 موضحا أن شهر أغسطس شهد ضعفا بأداء الأسهم، حيث هبط مؤشر ستاندرد اند بورز أكثر من 8%، تأثرا بأحداث ديوان الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما توقع التقرير بأداء سيئ لصناديق التحوط خلال التفرة الراهنة. وسجل صندوق تحوط بولس الذي يعد من كبري صناديق التحوط علي مستوي العالم تراجعا بنسبة 31% حتي هذا الوقت من العام الجاري، وقال جون بولس مدير الصندوق إن أداء الصندوق تأثر بأحداث زلزال وتسونامي اليابان الذي حدث في شهر مارس الماضي، ثم تفاقم أزمة الديون الأوروبية، ومؤخرا تخفيض تصنيف ديون الولاياتالمتحدةالأمريكية من جانب مؤسسة ستاندرد اند بورز العالمية، وتفاقم أزمة ديونها هي الأخري، بالإضافة إلي بعض التقارير السلبية التي أثرت علي أداء الصناديق. وشهدت صناديق تحوط الأسواق الناشئة صافي سحب بقيمة 1،5 مليار دولار خلال الربع الثاني من 2010 وفقا للاحصائيات الصادرة عن مؤسسة أبحاث صناديق التحوط، أكبر مقدم لبيانات صناعة صناديق التحوط. وتعد عملية السحب السابع في آخر ثمانية أرباع، والذي تشهد فيه صناديق تحوط الأسواق الناشئة صافي سحب لرءوس الأموال، كما يظهر دمج التدفقات الخارجة للربع الثاني مع الخسائر القائمة علي الأداء تراجع إجمالي رأس المال المستثمر في صناديق تحوط الأسواق الناشئة بقيمة 3،2 مليار دولار، لينهي الربع عند أقل من 95 مليار دولار. وتعكس التدفقات الخارجة للأسواق الناشئة انفصالا واضحا من صناعة صناديق التحوط ككل، حيث شهدت تدفقات داخلة لصافي رءؤس الأموال بقيمة 9،6 مليار دولار خلال الربع الثاني من ،2010 وبقيمة 23 مليار دولار للنصف الأول من 0102? ومع استرداد ما يزيد علي 550 مليون دولار في الربع الأول من ،2010 سحب المستثمرون ما يزيد علي ملياري دولار من صناديق تحوط الأسواق الناشئة في النصف الأول من 2010. وصندوق التحوط هو وعاء استثماري يضم عددا من المستثمرين لا يزيد غالبا علي نحو خمسمائة مستثمر، ومن المعروف أن قيمة الاشتراك في الصندوق ضخمة إذ تتراوح عادة ما بين نصف مليون ومليون دولار كحد أدني، وفلسفة الصندوق تقوم علي مضان تحقيق ربح للمستثمر فيه بصرف النظر عما قد يحدث في أسواق العالم من تقلبات، وليس هناك أي قيود علي مدير الصندوق من الجهات المنظمة وهذه من النقاط القوية التي تؤخذ عليها. ويبلغ عدد هذه الصناديق التي ظهرت فكرتها في وول ستريت في أربعينيات القرن الماضي ثمانية آلاف صندوق تجوب شتي أسواق العالم، وتحمل هذه الصناديق هذا الاسم، لانها تتبني استراتيجية استثمارية تهدف إلي التحوط أو الحيطة من مخاطر التعرض لأي خسائر. أما مديرو هذه الصناديق فهم عادة من أغني أغنياء العالم لأنهم ببساطة يحصلون علي نسبة من الأصول وهامش كبير من الأرباح قد تصل إلي 20% من صافي الربح، ولا يتحملون أي خسارة. وتم إنشاء أول صندوق تحوط في عام 1949 علي يد الفرد وينسلو جونز عالم الاجتماع عندما كان يعد مقالة حول أحدث الوسائل المستخدمة في تحليل أداء الأسواق المالية والتنبؤ بتطوراتها لحساب مجلة فورتشن حيث توصل إلي آلية تمكنه من تحقيق عوائد أعلي مما يحققه المحترفون وكانت استراتجيته تقوم علي المتاجرة في الأسهم بناء علي مركزين ماليين طويل الأجل بحيث يشتري الأسهم التي يتوقع أن ترتفع ويحتفظ بها إلي أن يبيعها بالثمن المتوقع