رسم خبراء وسياسيون رؤية وطنية لمصر المستقبل يكون شعارها وفعلها أيضاً الديمقراطية والتنمية لإيجاد مصر جديدة بعد ثورة 25 يناير وأكدوا أهمية أن تقترن النهضة الاقتصادية القادمة بنهضة اجتماعية عادلة ووصفوا المرحلة الحالية التي تمر بها مصر حاليا بالدقيقة للغاية ستعقبها مرحلة الإسعافات الأولية ثم مرحلة رفع الانقاض وتختتم بمرحلة البناء لمصر الجديدة نحو مسار تنموي نهضوي شامل يتلافي أخطاء العهد البائد.. جاء ذلك خلال الندوة الموسعة التي نظمها برنامج "شارك" وأدارتها نيرمين نور رئيسة جمعية "شباب المصدرين" وشارك فيها لفيف من الاقتصاديين والسياسيين علي رأسهم حمدين صباحي المرشح المحتمل للرئاسة ود. محمود عبدالفضيل الخبير الاقتصادي وأبو العلا ماضي مؤسس حزب الوسط والكاتب الصحفي فهمي هويدي وطالب المشاركون برفع شعار الفقراء أولا وإيجاد توافق وطني والحفاظ علي شعار "المصريين إيد واحدة". ويقول د. محمود عبدالفضيل الخبير الاقتصادي إن الاقتصاد المصري يمر بفترة دقيقة للغاية وأي خطوة يتم اتخاذها حاليا تعد بمثابة إسعافات أولية وستعقب هذه الفترة مع نهاية العام الحالي مرحلة أخري للاقتصاد المصري وهي مرحلة رفع الانقاض من بقايا ورواسب الاقتصاد المصري حتي يتم إنشاء نظام اقتصادي جديد علي أسس سليمة ويجب أن تعود مؤشرات الاقتصاد المصري لطبيعتها مع بداية 2012 والتي تأثرت سلبيا بعد الثورة سواء علي مستوي تراجع إيرادات السياحة أو انخفاض الصادرات المصرية وعام 2013 سيكون بمثابة البداية لانطلاقة جديدة للاقتصاد المصري نحو تحقيق نهضة تنموية حقيقية وسيسير خلال هذه الفترة نحو مسار تنموي ونهضوي يتلافي الأخطاء التي شهدها الاقتصاد المصري خلال العهد البائد.. ويضيف عبدالفضيل أن مصر ستواجه خلال الفترة القادمة معضلة حقيقية تكمن في التوجه الاقتصادي الجديد وهناك تساؤل مكرر من المستثمرين المصريين والأجانب: هل مصر تسير وفق اقتصاد السوق أم ستغير وجهتها؟ ويقول عبدالفضيل: هذه الإشكالية لن تمثل عقبة كبيرة نحو الأمام حيث إن التجارب السابقة أثبتت أهمية اقتصاد السوق ولكن بضوابط تكفل العدالة الاجتماعية مثل التجربة الماليزية وبعض دول آسيا وهي تؤمن باقتصاد السوق ولكن ليس "سداح مداح" كما حدث في مصر في الفترة السابقة وهناك مجلس وطني بهذه الدول يقوم علي اعتماد توزيع عادل للتنمية. ويتفق مع الرأي السابق حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ويقول إن مصر في حاجة لدولة ديمقراطية تنموية مستقلة القرار خارج الهيمنة والتبعية الذي فرض عليها خلال العهد السابق والوحدة العظيمة التي تحلي بها المصريون خلال الثورة ونجحوا بها في إسقاط النظام لابد من استمرارها لبناء مصر الجديدة ولابد من الحفاظ علي شعار "المصريين إيد واحدة" لمختلف القوي السياسية وشرائح المجتمع وما يحدث حالياً من مفارقات يهدد هذا الشعار حيث يحاول البعض تقسيم الشعب لهذه الناحية أو ذاك وعلينا تجاوز مطالب الدستور أولا أو الانتخابات أولا ولنجد أرضية مشتركة لإيجاد توافق وطني. واقترح صباحي وضع قائمة انتخابية موحدة لشركاء الثورة، مشيرا إلي أن البرلمان القادم في كل الأحوال سيكون برلمان الثورة ولن يستطيع أحد الخروج من قاطرة الوعي العام المصري ويؤكد علي أن مرحلة رفع الانقاض محتاجة لدرجة عالية من السرعة والفاعلية وإجراءات حاسمة لعودة رجال الشرطة للشارع وإجراءات العلاج السريع والإسعافات الأولية للاقتصاد ولابد من الإسراع في محاكمة رموز النظام السابق بمحاكمة عادلة وعلنية وأشار إلي ضرورة أن تكون مصر القادمة دولة ديمقراطية وتتسم بالعدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني وهي عناصر يتفق عليها الضمير العام المصري. ومن جهته يقول أبو العلا ماضي مؤسس حزب الوسط إن مصر الجديدة في حاجة لنهضة اقتصادية تقوم علي أسس العدالة الاجتماعية، مشيرا إلي أن مصر تعرضت لحالة شبه انشقاق بعد ثورة 25 يناير ولابد من الخروج منها بتحقيق توافق وطني ولابد من تجاوز الجدل المثار حاليا حول "الدستور أولاً" أم "الانتخابات أولاً" ولنسير وفق البرنامج الذي وضعه ووافق عليه الاستفتاء.. ويضيف: ليس لدينا مانع في تأجيل الانتخابات عدة أشهر ولكن من المهم وجود تنسيق بين القوي السياسية الناشئة في الانتخابات القادمة وأن نوسع النقاش حول التوافق في المبادئ الأساسية. ومن جهته يقول الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن المشهد السياسي حالياً بات مسكونا باللامعقول مع وضع صورة اعتصام مواطني مدينة السلام الذين يطالبون بمأوي ومسكن لهم والرأي العام يتجاهلهم لأنه مشغول بحالة "الدستور أولاً" أم "الانتخابات أولاً" ويطالب الناس بالانشغال بما هو علي الأرض وليس بالجدل السياسي.. وأبدي هويدي