أكثر من 31 ألف فدان من أراضي الساحل الشمالي الغربي جاهزة للاستثمار بعد نجاح عملية تطهيرها من الألغام في عملية تنموية واسعة قامت بها القوات المسلحة بالتعاون مع الأمانة التنفيذية لازالة الألغام ومخلفات الحرب العالمية الثانية التي وقعت بين قوات الحلفاء والمحور في منطقة العلمين. تقدم "العالم اليوم الأسبوعي" في هذا التقرير الخطوات التي تمت من أجل تطهير أراضي المرحلة الأولي، وتفاصيل خطة تنفيذ المرحلة الثانية التي ستبدأ بعد أيام والمتوقع أن يتم مع انتهاء تنفيذها عام 2015 اعلان خلو الساحل الشمالي الغربي لمصر تماما من الألغام ومخلفات الحرب العالمية الثانية. وكما يوضح السفير فتحي الشاذلي مدير الأمانة التنفيذية لمشروع ازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بوزارة التعاون الدولي بأن نقطة البداية كانت مع طاقم مكون من 25 فرداً من القوات المسلحة تم توفير كل ما يلزم له للقيام بأعمال التطهير من معدات وسيارات ومكتشفات ومعدات وقاية ومكتشفات للألغام، وبعد ذلك تواصلنا عن طريق الوزيرة فايزة أبو النجا للتنسيق مع سائر الوزارات المعنية بالتنمية لتحديد احتياجات التطهير للمشروعات التنموية وفقا للخطة القومية لتنمية الساحل الشمالي وقمنا باختيار ثلاث قطع للبدء بتطهيرها تابعة لوزارتي الإسكان والزراعة، وتم في ذلك الإطار ومن خلال المرحلة الأولي تطهير القطع الثلاثة وتقع القطعة الأولي علي الطريق ما بين وادي النطرون والعلمين علي مسافة نحو 8 كم من مدينة العلمين علي الطريق السريع واقترحت وزارة الإسكان أن يتم ضمها إلي ولاية محافظة مطروح لكي تستغل كمنطقة لخدمات المدينة المليونية المزمع انشاؤها وتقدر مساحتها ب 3050 فدانا. وأوضح السفير الشاذلي أن المدينة المليونية ضمن مخطط مصر للمستقبل، بمعني تحويل منطقة الساحل الشمالي الغربي إلي منطقة جاذبة للسكان طوال العام بحيث تستوعب المئات والآلاف من المواطنين خاصة أنها لا تستخدم حاليا إلا في السياحة الصيفية. ويقول إنه تم تطهير قطعتين جنوب ترعة الحمام علي الضفة الجنوبية للترعة اجمالي مساحتهما 28000 ألف فدان مضيفا أن القطاع الثلاث ومساحتها 31050 فدانا أصبحت جاهزة للاستثمار منذ عام 2009 وتتبع محافظة مطروح وتم بالفعل تسليمها إلي المحافظة. ويلفت السفير فتحي الشاذلي إلي أن الأممالمتحدة وافقت علي المرحلة الثانية لازالة الألغام ونحن في انتظار الخبير المكلف من الأممالمتحدة لصياغة وثيقة المشروع لهذه المرحلة والتي يتوقع ان يستغرق عمل التطهير فيها ما بين أربع وخمس سنوات، بحيث تنتهي بالكامل أواخر عام 2015. ثروات الساحل الشمالي ويمتاز الساحل الشمالي الغربي - كما يقول الشاذلي - بثروات هائلة طبيعية كالبترول والغاز، والمراعي الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة كما أن هذه المنطقة غنية بالبترول وتحتوي علي 8.4 مليار برميل، بالاضافة إلي 4.13 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وتبلغ مساحته نحو 3 ملايين فدان منها ما يقرب من 4.2 مليون فدان صالحة لتربية الماشية ويقول: لدينا حاليا قطيع من أغنام "البرقي" والتي تعتبر من أرقي الأنواع علي مستوي العالم والتي يمكن الاستفادة منها في اقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومنها علي سبيل المثال مشاريع لغزل الصوف وصناعة البطاطين الفاخرة، وصناعة الكليم، والمنسوجات الصوفية. ويضيف مدير الأمانة التنفيذية لازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي أن هناك امكانية لتنفيذ مشروع لتنمية الوديان حيث توجد وديان عديدة في مطروح تتجمع بها الأمطار وتضيع في البحر هباء دون أي استفادة منها كما يمتاز الساحل الشمالي بوجود نحو 180 ألف فدان أرضا بكرا صالحة للزراعة يمكن زراعتها عن طريق مياه الأمطار خاصة أنها تعتبر ثاني منطقة بعد شمال سيناء في كمية الأمطار التي تهطل عليها سنويا، بالاضافة إلي المياه المتوافرة من مياه النيل عبر ترعة الحمام، وأيضا عن طريق المياه الجوفية والتي في كثير من الأحوال متجددة، مشيرا إلي أن هذه المنطقة تشتهر بزراعة التين والزيتون التي تعتمد في زراعتها علي مياه الأمطار دون استخدام أي مخصبات أو مبيدات كيميائية.