يتوقع محللون أن ترمي الاقتصادات الصاعدة بثقلها لحصول مرشحيها المرتقبين علي رئاسة صندوق النقد الدولي، عقب توقيف رئيسه الحالي في نيويورك بتهمة التحرش الجنسي. وإن صدقت التكهنات، فمن شأن ذلك أن يزيد حدة التنافس بين الاقتصادات الآسيوية والأمريكية اللاتينية من جهة وأوربا من جهة أخري. وتسعي الدول النامية لتوظيف قوتها الإقتصادية متسارعة الخطي للحصول علي المزيد من التأثير في المسرح الدولي، لا سيما الأقتصادي منه. من جانبها، تري الدول الأوربية أن من حقها أن يكون رئيس صندوق النقد الدولي القادم من أوربا، ويردون ذلك الي أزمة الديون المستفحلة التي تعانيها عدد من الدول الاوربية. يذكر أن الهيكل التنظيمي الحالي للصندوق والبنك الدوليين، خصوصا من يتربع علي قمتي الهرم فيهما، تم التوافق عليه مناصفة بين الولاياتالمتحدة وأوربا، ويقضي بأن يكون رئيس البنك الدولي أمريكيا ورئيس صندوق النقد الدولي أوربيا. ويقول جان راندولف، رئيس قسم تحليلات المخاطر السيادية في مؤسسة آي إيتش أس غلوبال إنسايت "إن هناك تململ متنامي، خصوصا من جانب الدول الصاعدة، من تقسيم الأدوار هذا"، أي، بين واشنطون وبروكسل. ويتوقع راندولف أن الصين قد تستخدم تأثيرها النابع من قوتها الاقتصادية المتنامية في الدفع باتجاه اختيار أحد مرشحي الدول الناهضة لتبؤ منصب رئيس صندوق النقد الدولي. من سيكون البديل؟ وبالرغم من أن شتراوس-كان لم يستقل بعد، فإن أغلب المحللين يتوقعون تقديمه استقالته من منصبه. وبعد استبعاد جون لبسكاي، الذي يشغل منصب المدير التنفيذ للصندوق وكالة، من حلبة المنافسة لاحالته علي التقاعد في أغسطس المقبل، فإن قائمة المتنافسين المحتملين للفوز بالمنصب تزخر بأسماء عدة. ومن بين الأسماء المتداولة ثارمان شانموغراتنام، وزير مالية سنغافورة وتريفور مانويل، وزير مالية جنوب أفريقيا السابق وكمال درويش، وزير الشؤون الإقتصادية التركي السابق، وفق إسوار براشاد، أحد موظفي الصندوق السابقين. وحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، فإن أكثر المرشحين الأوربيين المحتملين شهرة هي كريستين لجارد، وزيرة المالية الفرنسية. وتضم القائمة الخاصة بالمرشحين المحتملين مونتيك سنغ أهلواليا من الهند وأوغسطين كارستنز من المكسيك.