جاءت زيارة د.عصام شرف رئيس حكومة تسيير الأعمال للسودان شماله وجنوبه لتحيي الآمال من جديد في تحقيق التكامل المصري السوداني وتفعيل التعاون المشترك بين البلدين وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية التي تم ابرامها ولم تر النور حتي الآن والتغلب علي مشاكل الأمن الغذائي من خلال زراعة الأراضي الشاسعة في السودان وتوريد احتياجات مصر من السلع الرئيسية وخاصة مع زيادة التوقعات بموجة جديدة من أزمة الغذاء العالمي تضرب دول العالم خلال الوقت القريب وخاصة بعد تسونامي اليابان. "الأسبوعي" يناقش الخبراء والمستثمرين حول التعاون المصري السوداني وأهميته وآليات تفعيله؟ أنهي رئيس الوزراء د.عصام شرف زيارته للسودان، بالتأكيد علي تطوير العلاقات بين البلدين ورعاية المصالح المشتركة في إطار "استراتيجي" يقوم علي مبدأ الشفافية لتذليل العقبات والمشاكل من أجل مستقبل يستحقه الشعبان الشقيقان، وشهدت الزيارة التوقيع علي 9 اتفاقيات، ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون بين البلدين، فيما أعلنت مصر نيتها الاعتراف بدولة جنوب السودان فور قيامها وقال شرف: إن التعاون بين مصر والسودان أصبح قضية حتمية وواجبا وطنيا، وأن العلاقة بين البلدين استراتيجية تحكمها عوامل الجغرافيا والتاريخ والمياه وشهدت زيارة شرف للخرطوم التوقيع علي 9 اتفاقيات، ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون بين البلدين، وقد تضمنت هذه الاتفاقيات اتفاقا للتعاون بين صندوق التنمية الاجتماعية بمصر، وما يقابله في السودان باسم "ديوان الزكاة والإنماء"، واتفاقا إطاريا يسمح بعودة بعثة جامعة القاهرة فرع الخرطوم كما تم التوقيع علي مذكرات تفاهم شملت البنك المركزي المصري وبنك السودان لتبادل المعلومات والبيانات، ومذكرة تفاهم أخري بين الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة العمل والخدمة المدنية وتنمية الموارد البشرية في السودان، في مجال الإصلاح الإداري. وأقر الجانبان برنامجا تنفيذيا في مجال الاستثمار بين هيئة الاستثمار المصرية ووزارة الاستثمار السودانية، وبرنامجا لحماية البيئة ومذكرة تفاهم بشأن آلية تنفيذ عمل اللجنة العليا المشتركة بين وزارتي النقل في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي، وأخري للسلامة البحرية. وفي الجنوب، بحث شرف مع الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب تنفيذ عدة مشروعات إنمائية مصرية لتحسين الخدمات في جنوب السودان ومن بينها المشروعات الاقتصادية والإنمائية التي تقوم بها شركات مصرية في الولاياتالجنوبية في مجالات الصناعة والنفط والغاز الطبيعي والنقل والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وتحقيق الاستفادة القصوي من نهر النيل لتسهيل حركة التجارة والنقل بين الجانبين، وكذلك افتتاح فرع لجامعة الإسكندرية في جنوب السودان. ويؤكد علي عيسي رئيس شعبة المصدرين وأحد كبار مستثمري القطاع الزراعي علي أن السودان هو الامتداد الطبيعي لمصر والتعاون المصري السوداني خطوة مهمة وضرورية في ظل ما تعانيه مصر من ندرة الأراضي الزراعية وتراجع كميات المياه وهي من الثوابت الرئيسية لأي استثمار زراعي وكنا دائما نقول إن الإرادة السياسية بين البلدين هي المحك الرئيسي لتفعيل التكامل والتعاون بين البلدين مشيرا إلي أهمية الاستفادة من امكانيات البلدين حيث تمتلك كل دولة مقومات ايجابية والتعاون بينهم مثمر للغاية وأمر حتمي في ظل الظروف التي تشهدها الساحة المحلية والعالمية ويؤكد عيسي علي أن يكون إطار التعاون والتكامل يقوم علي اتفاقيات ومعاهدات تضمن حماية الاستثمار سواء في الشمال أو الجنوب السوداني ويكون هناك التزام حكومي بتأمين هذه الاستثمارات وردا علي سؤال حول أولويات الزراعة في الداخل أو الخارج أكد عيسي علي أن مصر ليست لديها مياه كافية للزراعة وخاصة مع المشاكل المثارة مع دول حوض النيل ويجب تكثيف التعاون والتكامل مع السودان مشيرا إلي أن الاستثمار الزراعي في إطار الظروف الحالية غير مأمون العواقب. ويؤكد د.جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة علي أهمية الزيارة التي قام بها وفد مصري برئاسة رئيس الوزراء للسودان مؤكدا علي حتمية إيجاد تعاون تكاملي بين مصر والسودان بشماله وجنوبه في مجالات حيوية للتعاون المثمر بين الطرفين مشيرا إلي أهمية إحياء المشروعات التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين ومنها مشروع