علي الرغم من أن بعض الشركات الصينية الصغيرة تعرض زيادة في الأجور تصل إلي 30% مقارنة بالسنة الماضية إلا أنها مازالت تعاني صعوبة في إيجاد ما تحتاج إليه من العاملين الذين يفضلون الشركات الكبيرة. ويقول يانج جووي مدير شركة "نيو هابينيس" لأدوات الشعر علي حسب ما ذكرته صحيفة الفاينانشال تايمز أنه يجد صعوبة حقيقية في تعيين ما يحتاج إليه من عمال أجانب نتيجة اقتراب موسم أعياد السنة الصينية بالرغم من الزيادة التي يعرضها وانتعاش التوظيف. أما شركة "لانجشا نينيج" واحدة من أكبر شركات صناعة الجوارب في العالم بطاقتها التي تصل إلي مليون جورب في اليوم فلا تواجه نفس الصعوبة حيث ذكر مديرها "وانج لاي" أنه تمكن من تعيين عدد 2000 عامل الذين يحتاجهم. واحتل نقص العمال العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الصينية في الوقت الذي عاد فيه العمال الأجانب من بلدانهم بعد انقضاء مواسم الأعياد حيث أظهرت بعض الشركات تفوقها علي الأخري في تعيين العمال. وبينما تعاني المصانع الصغيرة من تقلص سوق العمل في جميع أرجاء الصين لا تجد الشركات الكبيرة التي تعطي أجوراً ومزايا أفضل صعوبة في تعيين ما تحتاجه من عمال. وقامت الحكومات المحلية في مختلف المقاطعات الصينية برفع معدلات الأجور حيث من المتوقع في الشهر المقبل أن ترفع مقاطعة جواندونج التي تضم نسبة كبيرة من مصانع البلاد الحد الأدني من الأجور بنسبة 18% وذكر ويليام فونج مدير شركة "لي آند فونج" أكبر سلسلة للتوريد في العالم حيث تقع نصف عمليات تصنيعها في الصين والتي تقوم بصناعة كل شئ تقريباً من الملابس إلي الأثاث أن علي العالم الاستعداد لاستقبال التضخم الذي يتسبب فيه ارتفاع التكلفة. وبجانب ارتفاع تكلفة أجور العمال في الصين في العامين 2010 و 2011 ارتفعت أسعار المدخلات أيضاً. وارتفع سعر القطن مثلاً بأكثر من 150%خلال السنة الماضية. ويقول فونج في حقيقة الأمر يقوم الموردون بتوزيع هذه التكلفة. لا يفكر "لي" رغم ارتفاع تكلفة الأجور والمواد الخام نقل عمليات التصنيع إلي خارج البلاد إلي بلدان أخري مثل الهند وبنجلاديش حيث تكلفة الأجور أقل بكثير مع مقارنها بالعمالة الصينية.