خيمت الأجواء السياسية ورحيل الرئيس مبارك وتسلم الجيش السلطة في مصر علي المشاركة المصرية في معرض لوجستيكا الدولي والذي اختتم أعماله أمس في برلين، ففي الوقت الذي احتلت فيه أخبار ما يحدث في مصر مانشتات الجرائد الألمانية وتسابقت الشركات المنافسة من إسرائيل والمغرب واسبانيا وسوريا للانقضاض علي أسواق الصادرات المصرية في أوروبا وسحب البساط من تحت أقدام الشركات المصرية مدعية صعوبة وفاء الشركات المصرية بتعهداتها وتعاقداتها التصديرية خلال المرحلة الراهنة. جاءت المشاركة المصرية وبكامل عدد الشركات "45 شركة" ودونما اعتذار لأي منها مفاجأة ليس فقط للشركات المنافسة وإنما أيضا لهيئة معارض برلين التي كانت تبحث وقبل بدء المعرض بيومين فقط عن وسيلة لملء المساحة التي كان سيخلفها اعتذار الجناح المصري ووفقا لما أكد عليه رؤوساء 45 شركة مصرية شاركت بالمعرض أن مشاركتهم بالمعرض في هذا التوقيت بالذات إنما هو واجب وطني يستهدف في المقام الأول الحفاظ علي ما حققه الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية من مكاسب ونجاحات فضلا عن طمأنة عملاء الشركات المصرية في الخارج من أن الاقتصاد المصري مازال ينبض وأن عجلة الانتاج والتصدير لم تتوقف ومن ناحية أخري كانت المشاركة المصرية في المعرض أبلغ رد علي مخاوف الشركات الألمانية المستثمرة في مصر والتي أعلن بعضها عن تجميد نشاطه في مصر في الفترة الراهنة. ووفقا لما تم تناقله من أخبار في جنبات المعرض فإن اجتماعا للحكومة الألمانية مع الشركات المستثمرة والعاملة في مصر سيتم في غضون أيام ويستهدف بث الطمأنينة في نفوس الشركات العاملة في مصر علي مصالحها وهو ما نظر إليه علي انه اشارة ايجابية للحفاظ علي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا خاصة وانه للمرة الأولي التي يصل فيها حجم التبادل التجاري بين البلدين إلي نحو مليار يورو خلال العام الماضي. ومن جانبه أكد المهندس شريف البلتاجي رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية علي نجاح المشاركة المصرية في معرض فروت لوجيستيكا الدولي علي توجيه رسالة قوية للعالم أن مصر مازالت تنبض وانتاجها مازال يتدفق لأوروبا. وأشار البلتاجي إلي أن منافسي المنتجات المصرية في الأسواق العالمية فوجئوا بالمشاركة المصرية في المعرض وبكامل عدد الشركات رغم الظروف السياسية التي تمر بها مصر حاليا في محاولة من جانب الشركات المصرية للحفاظ علي مكاسبها التي تحققت علي مدار سنوات طويلة. وأعرب عن توقعه بأن يتجاوز حجم التعاقدات التي أبرمتها الشركات المصرية عن 100 مليون يورو بزيادة نحو 20 مليون يورو عن العام الماضي، مشيرا إلي أن الظروف المناخية التي سادت في العديد من دول العالم أثرت بالسلب علي حجم انتاج العديد من الحاصلات الزراعية وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الشركات المصرية المنتجة للبطاطس والبرتقال والعنب.