قراءة نفسية واجتماعية للمجتمع المصري خرجنا بها من المفكر والخبير النفسي الدكتور أحمد العقباوي أستاذ علم النفس المعروف بجامعة الأزهر في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها الشارع المصري، وذلك في حوار خاص أفاض خلاله في شرح الأعراض من القمة إلي القاع بداية من الفقر الذي مثل نقطة الاحتقان الطبقي وتطور إلي طائفي في واقع مأزوم ومترد كما وضع روشتة العلاج بداية من علاج ما وصفه بالتقيح الذي أصاب التعليم والثقافة المصرية التي شوهت فكر الشارع بأفكار هدامة تحتاج إلي اجتثاثها بالإضافة إلي حل قضايا الأقباط العالقة وحذر العقباوي من مغبة عدم وجود سياسات واضحة تعمل علي تقليص الفقر قائلا: أخشي أن نعيش ملامح أواخر عهد المماليك إلي غير ذلك من القضايا التي أثارها العقباوي في الحوار التالي: * كيف تقرأ الشارع المصري في ظل التطورات والتصعيد الحالي الذي نعيشه خلال هذه الأيام؟ ** لن أتحدث فقط من خلفية علم النفس وسيكون حديثي بصورة أكثر شمولية لتشمل الجانب النفسي والفكري والاجتماعي بصفتي من المفكرين وما حدث خلال الأيام السابقة لا يعكس شيئا مفاجئا بل تطورات بدأت خطاها تتسارع منذ سنوات حتي بدأت بالانفجار في ظل واقع مأزوم ودعونا لا نستخدم العبارات التي تجمل الحقائق فنحن نعيش علي سطح صفيح ساخن بدأ باحتقان بين الفقراء والاغنياء وانتهي بفتنة طائفية وهذا المصطلح الأنسب للوصف ودعوني أبدأ بالتسلسل التاريخي حيث واكب هذا التأجج الانفتاح الاقتصادي المفاجيء الذي أدي إلي وجود تراكم في الثروات لدي فئات معينة وظهر التفاوت الطبقي تدريجيا وبدأ الاحتقان بين الطبقات ليشمل تناقضات في الداخل وتبدأ بالهجرة للخليج من جانب طبقات كثيرة من المجتمع الطامح في تركيم الثروات من الدول النفطية وبدأت مرحلة تكوين ًأفكار دينية جديدة عبر هذه الجسور ساهمت في تغيير فكري واجتماعي كبير رغم أن الشعب كان متدينا تاريخيا وبالتالي أصبح المشهد مختصرا في تيارات دينية متشددة في الداخل أطلق العنان لها مصحوبة بهجرة أدت إلي تغيير الفكر وزيادة الاحتقان والذي تدرج إلي ما وصلنا إليه الآن ولعدم وجود سياسات واضحة أصبح الأمر شبه خارج حدود السيطرة. * لكن ما التشخيص الطبي لحالة الشعب المصري الآن؟ ** الشعب الآن في حالة اكتئاب كما يري البعض بل في مرحة إحباط عام ويأس مصحوبا بقلة الحيلة وأصبحنا الآن نلمس خوفا ممزوجا بضغينة بين الطرفين نحن نعيش الآن في وضع لا نحسد عليه يحتاج إلي الحرص والشفافية. * ألا تري أن الصورة مظلمة بعض الشيء؟ ** لابد أن نتحدث بصراحة ومكاشفة فهذا بداية العلاج البعض يقول إني متشائم لكن الصراحة تعكس الرغبة في الحال أما الاكتفاء بالتجميل فهو ما يدفعنا لمزيد من التراجع ومن ثم الاحتقان لنشاهد مثل هذه الأحداث وأنا رفضت استخدام مصطلح اكتئاب وصححت ذلك بالإحباط واليأس لأنني أشخص الواقع. الهبوط * وكيف ترصد بصفتك مفكرا مستوي الحوار من قبل الرموز في المجتمع مع المفكرين ومساهمتها في إذكاء العنصرية والتأثير علي نفسية الشارع؟ ** لا شك أنها لعبت دورا مهما وإننا نلمس وجود انحدار في الحوار وهو ما ساعد علي زيادة الاحتقان ممن يدعون أنهم مفكرون ويذكرني الآن ما قاله عاكف مرشد الاخوان عندما قال من الممكن أن يحكم مصر أي شخص ليس مصريا لكن شريطة أن يكون مسلما وعندما قال الأنبا بشوي مؤخرا أن المسلمين ضيوفا علي أرض مصر فكلها تصريحات مبتذلة وتعكس تشوه فكري وتعبر عن ردة ثقافية مخيفة تبعث علي التشاؤم وتعبر عن واقع مأزوم وهو ما أثر علي مفهوم المواطنة وأفسده داخل الشارع وأصابه بالتشوش ونحن الآن نعيش مرحلة لم تمر علي مصر في تاريخها. * وما مدي التأثير النفسي لتدهور الخطاب الديني علي الشارع المصري؟