ما دام لدينا إبراهيم وحسام حسن وجميع مدربي ونقاد ومعلقي كرة القدم في بلادنا، فإننا نتجه وبلا شك نحو فتنة كروية أشد عنفا وفتكا بنا من أي فتنة طائفية يعتقد البعض أنه من الممكن احتواء آثارها والسيطرة عليها بصورة تجمع بين شيخ وقسيس وهما يتصافحان ويبتسمان وعاش الهلال مع الصليب..! فالذي يحدث في الساحة الرياضية حاليا لا علاقة له بالرياضة ولكنه نوع آخر من العنف والإرهاب يمارسه أفراد لا يقدرون المسئولية ولا يرتقون إلي مستوي المناصب والمهام الموكولة إليهم، ويتلاعبون بمشاعر الجماهير الكروية ويقودونهم إلي مواجهات لا أخلاقية في أرض الملعب قد تتجاوز يوما ما حدوده لتصبح مواجهات من نوع آخر يتساقط فيها الضحايا. فعندما يقول إبراهيم حسن مدير كرة القدم بنادي الزمالك علي سبيل المثال إن "اللي هايقرب من الزمالك هاأفرمه".. في إشارة إلي ما تردد عن نية كامل أبو علي رئيس نادي المصري الاحتجاج علي نتيجة مباراة فريقه مع الزمالك لكون الزمالك أشرك لاعبين ادعوا الإصابة من قبل وامتنعوا عن المشاركة في مباريات المنتخبات القومية فإن إبراهيم يمثل بذلك نوعا جديدا من الإرهاب لا علاقة له بالرياضة ونوعا من استعراض العضلات الذي قد يعجب بأسلوبه البسطاء ولكنه لا يؤدي إلا إلي المزيد من التعصب والتوتر. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي يطلق فيها إبراهيم حسن تهديداته الجوفاء، فقد سبقها ترديده للعديد من التصريحات العنترية الاستفزازية إبان أزمة اللاعب محمد ناجي جدو وعندما تبين ضعف موقف إدارة الزمالك وإمكانية تعرض بعض أعضاء مجلس إدارته للحبس في هذه القضية التزم الصمت تماما وكأنه لم يكن طرفا وكأنه لم يكن هو أيضا من أشعل الموقف وافتعل معركة وهمية. وتكرر الأمر معه في أزمة اللاعب حسين المحمدي عندما تحدث لإذاعة الشباب والرياضة ساخرا من اللاعب ومن الاتحاد القطري لكرة القدم ورافضا لفكرة أن يتقاضي الزمالك أموالا نظير التغاضي عن المبادئ نتيجة لاشتراك اللاعب في دورة الخليج دون موافقة ناديه، ثم خذلته إدارة الزمالك نفسها عندما وافقت علي قبول مبلغ مائة ألف دولار أتي بها مندوب الاتحاد القطري لكرة القدم إلي نادي الزمالك وانتهي الأمر..! ولم يكن إبراهيم وحده هو المحرك للأزمات المفتعلة، فها هو اللاعب شيكابالا يتجه عقب مباراة الزمالك والمصري إلي المدرجات ويتفوه بألفاظ واشارات ضد جُمهور النادي الأهلي.. وأبت قناة الأهلي الرياضية إلا أن تشارك في الفتن بأن خصصت مساحة كبيرة لشحن جماهير الأهلي للتقدم بشكوي ضد شيكابالا حيث حث الناقد خالد العشري جماهير الأهلي ومجلس إدارته علي التقدم بشكوي في أقسام الشرطة ضد اللاعب بتهمة السب والقذف وتوقيع عقوبة مغلظة عليه بسبب الألفاظ الخادشة للحياء التي وجهها اللاعب لجماهير القلعة الحمراء.. ومن يتابع الفضائيات الرياضية التي يظل فيها المذيع الرياضي في برنامج تليفزيوني يتحدث لمدة أربع أو خمس ساعات متصلة سوف يجد هبوطا وانحدارا في الألفاظ والاتهامات والشائعات يفجر براكين من الغضب ويؤدي إلي نوع من المساءلة القانونية، ولو أن الاتهامات التي كالها المدرب حلمي طولان مدرب بتروجيت للتحكيم عقب مباراة فريقه مع النادي الأهلي قيلت في أي بلد آخر يحترم الرياضة وسمعة الحكام والرياضيين لكان قد أوقف عن التدريب تماما، ولما كانت قدماه قد وطأتا أرض الملاعب مرة أخري، ولكن لأن المناخ كله أصبح ملوثا، والاتهامات طالت الجميع والتجاوزات لم تستثن أحدا فإن أي اعتذار هزيل كفيل بإنهاء أي أزمة وحفظ ماء وجه جميع الأطراف التي تحاول تجنب فتح الملفات..! وكان هذا المناخ الرياضي الملوث سببا في أزماتنا الرياضية والسياسية مع العديد من الأشقاء العرب لأننا نتعامل معهم في خلافاتنا بنفس الطريقة التي ندير بها خلافاتنا والتي تعتمد علي الردح والتشهير والأصوات العالية..! لقد كان الله سبحانه وتعالي رءوفا رحيما بنا عندما تأجلت مباراة الأهلي والزمالك التي كانت ستقام في هذه الأجواء.. وفي التأجيل فرصة لأن يظهر في الساحة عقلاء يستطيعون إطفاء النيران التي تزداد كل يوم اشتعالا..!