نشاط نسبي في شركات الصرافة.. واستمرار الكساد في أسواق الذهب خبراء: الدولار مازال ضعيفا وتصريحات وزير الخزانة الأمريكي ليست مبررا في الوقت الذي تسيطر فيه حالة من القلق علي الأسواق العالمية مع التقلبات التي تشهدها أسواق الصرف وأسواق الذهب التي شهدت مضاربات شديدة خلال الفترة الماضية جنحت بها إلي معدلات غير مسبوقة حيث عادت وفجأة ظاهرة صعود الدولار في الأسواق مجددا بعد ضعف وترنح استمر لعدة أشهر بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي الذي قال انه لا داعي لأن ينخفض الدولار أمام اليورو والين. واستجابت أسعار الذهب لهذا الصعود هبوطا في عودة للعلاقة العكسية التاريخية التي تخلت عنها لفترة بعد أزمة اليونان. ويري الخبراء أن التراجع الطفيف الذي طرأ علي الذهب مؤقت والتوقعات تشير إلي بدء رحلة صعود للذهب خلال الفترة المقبلة مع تزايد حالة عدم التيقن المسيطرة علي الأجواء ولجوء المستثمرين إلي المضاربات في الذهب وقالوا إن صعود الدولار هو رحلة مؤقتة فالبيانات تؤكد استمرار النمو البطيء في الولاياتالمتحدة وحالة عدم اليقين في منطقة اليورو التي تجبر الدول والمستثمرين علي اكتناز الذهب كملاذ آمن وسط توقعات من خبراء اقتصاد عالميين "بفقاعة" جديدة قد تضرب الأسواق العالمية بتأثيرات ضخمة تجبر نمو اقتصادات الدول النامية علي الانكماش قبل المتقدمة. من جانبه يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد النجار إن تصريحات وزير الخزانة الأمريكية لا يمكن أن تكون سببا حقيقيا وراء هذا الصعود لأنها ليست تصريحات تخص بيانات حول أداء الاقتصاد الأمريكي لكن الأوضاع في السوق العالمي أصبحت تشبه إلي حد كبير البورصة المصرية التي تصعد وتنخفض بمفردها ودائما ما تجد المبررات التي تفسر هذا الصعود أو الهبوط. وقال النجار إن الرؤية غير واضحة بسبب الأزمة المالية العالمية لكنه قال إن هناك من يلعب علي كل الحبال مشيرا إلي استمرار حرب المضاربات في الأسواق العالمية قائلا انه لا توجد أسعار حقيقية سواء دولارا أو ذهبا أو نفطا لأنها لا تعتمد علي قانون العرض والطلب فالأسعار تتبع المضاربات صعودا وهبوطا.. وهنا يكمن الخطر في قدرة كبار الرأسماليين في فرض أمورا واقعة علي الناس يكون ضحاياها مختلف الشعوب خصوصا الفقيرة منها. وأضاف إن تراجع الذهب الطفيف وصعود الدولار هما ظاهرتانا طبيعيتان وليستا مفاجأة لان التقلبات سمة عصور الأزمات وخبراء الاقتصاد في جميع أنحاء العالم كانوا يتوقعون صعود الذهب وضعف الدولار وأن يتخلل ذلك تقلبات سعرية وهذا ما يحدث حاليا وقال ان التراجع في الذهب لن يستمر لأن العملات الدولية ضعيفة. وعلي الصعيد المحلي صعدت "الورقة الخضراء" في السوق المحلية ويؤكد محمود يسري مدير عام بشركة الأمل للصرافة أن هناك نشاطا نسبيا في الطلب والعرض علي الدولار وان لم يكن بالصورة الكبيرة وقال إن الملفت للنظر أن إقبال المستوردين علي الدولار لم يتوقف بعد ارتفاع أسعاره وهذا يأتي في اطار الوفاء بالتزاماتهم مشيرا إلي أن بقية العملات شهدت تجاهلا حتي أن الطلب علي الريال السعودي ضعيف رغم قرب حلول موسم الحج. أما أسواق الذهب فقد استمرت حالة الخصام التي بدأها الذهب مع الشارع منذ بدء صعوده الجنوني خلال الأسابيع الماضية ولم يفلح التراجع المؤقت في انعاش الأسواق خاصة تزامنه مع اجازات نهاية عطلة الاسبوع وأوضح ميخائيل جرجس تاجر ذهب أن الانخفاض ضعيف جدا وغير مؤثر وحتي لو استمر التراجع فلن يكون هناك انتعاش في السوق بحسب وصفه وقال جرجس إن عودة الانتعاش الحقيقي للسوق لن يكون قبل 2012 بحسب توقعاته. أحمد الباز