أصدرت القمة العربية الأفريقية التي نظمتها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في نهاية أعمالها أمس 3 وثائق هي إعلان سرت، استراتيجية الشراكة، وخطة العمل للفترة من 2011 إلي ،2016 وقد بحثت القمة التي عقدت للمرة الثانية بعد أكثر من ثلاثة عقود وحضرها أربعون زعيما عربيا وأفريقيا آفاق ومتطلبات التعاون الثنائي ووضعت الإطار المؤسسي لذلك مع التركيز علي مجالات الأمن والسلام والاستثمارات والعلاقات الاقتصادية. وطالبت القمة مجموعة الثمانية للوفاء بتعهداتها لإصلاح النظام المالي والنقدي العالمي وتحسين شروط التجارة الدولية وتخفيف عبء المديونية وزيادة المساعدات التنموية لصالح الدول النامية والأقل نمواو لتحقيق التنمية المستدامة لشعوبها.. وفي الوقت الذي أكدت بنود إعلان سرت ال 76 علي جملة من المواقف السياسية المشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، فإن بنوده الاقتصادية بالخصوص شددت علي ضرورة التأكيد علي أهمية تفعيل استراتيجيات خفض الفقر في دول الإقليمين وتشجيع التعاون المشترك في مجال الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي.. أما استراتيجية الشراكة المكونة من أحد عشر بندا فهي إطار مؤسسي لمضمون العمل المشترك في مختلف المجالات بحيث تساعد بلدان المجموعتين خاصة الأقل نمواً، في الإسراع بوتيرة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015. وتركزت خطة العمل الأفريقية العربية المشتركة علي خمسة بنود تشمل إجراءات محددة لتعزيز التبادل الاستثماري بين الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية منها توفير المعلومات للمستثمرين المحتملين من خلال تأسيس آليات لتعزيز الاستثمار والوصول إلي التمويل وضمان الاستثمارات ضد المخاطر وإقامة معارض سنوية، تحدد بها فرص إقامة مشروعات وتسهيل النشاط التجاري، وتحسين كفاءة الجهاز الضريبي، وتحسين وإيجاد تناغم في البيئة السياسية في المنطقتين فيما يتعلق بمناخ الاستثمار والحوكمة الرشيدة وإنشاء آلية المتابعة لتتم مراجعة ومراقبة وتقييم خطة العمل هذه بصفة دورية من حيث التنفيذ والأداء. وقد تقدمت ليبيا بمشروع إلي القمة يدعو إلي إنشاء صندوق عربي أفريقي لمواجهة الكوارث، ومشروع آخر لصندوق مشترك للسلم والأمن إلي جانب العديد من المقترحات تخدم القضايا السياسية وتحديدا الوضع في السودان واستحقاق الاستفتاء في الجنوب وتحقيق الاستقرار في الصومال. وكانت أعمال القمة استهلت بتسليم الرئيس حسني مبارك الذي كان يترأس القمة العربية الأفريقية الأولي رئاستها إلي الزعيم الليبي معمر القذافي.. وقدم القذافي في مستهل كلمته اعتذارا عما أسماه "ممارسات الرق المخجلة التي أقدم عليها بعض الأثرياء العرب بحق الأفارقة".. واعتبر القذافي أن تعزيز الروابط العربية الأفريقية من مصلحة أبنائنا وأحفادنا أسوة بأبناء أوروبا.. قائلاً: إنه سيشجع الرأسمالية العربية علي الاستثمار في القارة السمراء.. مشيرا إلي أنه لو كان العرب استثمروا في أفريقيا لما خسروا 5.2 تريليون دولار التي خسروها في الأزمة المالية العالمية.. ومن جانبه دعا الرئيس مبارك في كلمته إلي تطوير التعاون ليصبح بحق شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه يحقق لنا جميعا المصالح المشتركة ويعزز التعاون بين الجانبين في شتي المجالات.. وأشار إلي التحديات الصعبة خصوصا الأزمة المالية التي أدخلت الاقتصادات في ركود، قائلا: إننا في أفريقيا والعالم العربي لانزال في سعي دائم لتحقيق السلام والأمن والاستقرار كجزء من سعينا نحو حياة أفضل لشعوبنا"، وكان مبارك قد التقي الرئيس عمر البشير، وقال السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: "ان الرئيسين بحثا اخر التطورات للوضع في السودان مع اقتراب اجراء الاستفتاء في الجنوب والوضع في دارفور"، مؤكدا أن الوضع في السودان يحظي باهتمام الرئيس وجميع الأجهزة المصرية، كما يحظي أيضا باهتمام كبير من القادة العرب. من جانبه قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، انه سيقوم والوزير عمر سليمان خلال الأيام القليلة القادمة بزيارة للسودان تشمل الخرطوم وجوبا، عاصمة جنوب السودان، وقال أبوالغيط: "ان مصر كانت من الدول المتحمسة للقرار العربي الصادر عن قمة سرت الاستثنائية في الشأن السوداني بتقديم دعم مالي مقداره مليار دولار". وقد رحبت الكويت باستضافة القمة الافريقية العربية القادمة في 2013 وقال الشيخ صباح الأحمد إن بلاده ستستضيف الشهر القادم مؤتمرا لإعمار شرق السودان مشيرا إلي أن الصندوق الكويتي للتنمية قدم منذ انشائه ما يزيد علي 14 مليار دولار واستفادت من تمويلاته 40 دولة افريقية.