واصل أداء صناديق الاستثمار تحسنه في نهاية شهر أغسطس مستكملا الانتعاش النسبي الذي بدأه في يوليو الماضي وبالرغم من ذلك إلا أن الخبراء أكدوا أن الصناديق فقدت بريقها منذ هزات عام 2008 حيث خسرت الصناديق المصرية المستثمرة في الأسهم 50% من رؤوس أموالها ونشطت حالات الاسترداد الذي وضع الصناديق في مأزق في ظل الأزمة المالية وشهدت حالة هجرة جماعية من مستثمريها للصناديق النقدية التي تستثمر في استثمارات ذات عائد ثابت ومنخفضة المخاطر وكانت الأخيرة الوحيدة في سوق صناديق الاستثمار، التي تحقق عوائد في ظل الأزمة وهو مادفع البنوك للتوسع فيها. ويؤكد الخبراء ضرورة تفعيل خارطة طريق محددة حتي تعود لهذه الصناديق بريقها الذي حققته علي مدار عامي 2005 و 2006 خصوصاً مع عودة التفاؤل بتحسن الاسواق العالمية مطلع العام القادم حيث تعتمد الاجندة التي ساقها الخبراء علي عدة محاور الإدارة من خلال الكوادر الناجحة وزيادة صلاحيات المديرين فضلا عن ضرورة تغيير فكر المضاربة والاعتماد علي التسويق الجيد لاجتذاب العملاء ورفع سعر العائد علي الوثائق وتخفيض العمولات . ملامح السوق وكانت صناديق الاستثمار قد شهدت تراجعاً في شهر مايو الماضي إثرمخاوف من إندلاع أزمة اليونان علي غرار الازمة الكبري حتي سجلت ارتفاعا ملحوظاً في أسعار وثائقها خلال شهر أغسطس 2010، بارتفاع أداء 67 صندوقاً استثمارياً من إجمالي الصناديق وتتصدر القائمة صندوق نمو هيرمس مصر بنسبة ارتفاع 3.131%حيث أغلق سعر الوثيقة علي 5.6 جنيه مصري مقابل 5.43 جنيه مصري نهاية يوليو الماضي، تلاه صندوق بنك مصر الرابع الاسلامي بنسبة ارتفاع بلغت 2.777%ليغلق سعر الوثيقة علي 74.4 جنيه مصري مقارنة بإغلاق علي 72.39 جنيه يوليو الماضي، وجاء في المرتبة الثالثة كلا من صندوق البركة و صندوق استثمار بنك فيصل الاسلامي المصري بنسبة نمو بلغت 2.677%حيث ارتفع سعر الوثيقة للأول من 74.33 جنيه مصري إلي 76.32 جنيه مصري نهاية الفترة. بينما أغلق الثاني سعر الوثيقة علي 106.64 جنيه مصري مقارنة ب103.86 جنيه مصري بداية الفترة. فيما ارتفع أداء صندوق بنك الاسكندرية الأول ذي العائد الدوري و النمو الرأسمالي بنسبة 2.337% ليغلق سعر الوثيقة علي 217.67 جنيه مصري نهاية الشهر. واحتل المركز الخامس صندوق استثمار بنك القاهرة "صندوق تراكمي" بنسبة بلغت 2.227 %حيث ارتفع سعر الوثيقة من 51.63 جنيه مصري إلي 52.78 جنيه مصري . فكر المضاربة من جانبه يؤكد أحمد يونس خبير أسواق المال إن صناديق الاستثمار لاقت قبولاً كبيراً خلال ماقبل 2008 ويقول إنه من الطبيعي إنسحاب العديد من المستثمرين لتوجيه استثماراتهم إلي قنوات استثمارية أخري، بعدما حققت أموالهم في صناديق الاستثمار منذ 2006 أضعاف رؤوس أموالهم، لاسيما أن السوق دخلت مرحلة تصحيحية قاسية منذ ذلك الوقت، معتقدا أن أغلب هؤلاء الذين خرجوا في حينها عادوا إلي ودائع البنوك مجدداً. ويلفت إلي إمكانية أن تستطيع الصناديق استقطاب المزيد من المتعاملين في سوق الأسهم والهاربين من جحيم الفائدة السلبية لودائع البنوك إذا استمر الصعود والاستقرار الحالي مدعوما بعدد من الاستراتيجيات التي تعتمد في فحواها علي ثلاثة محاور بداية من زيادة العائد علي الوثيقة وتخفيض حجم العمولات والشفافية والافصاح فيما يخص مجالات استثمارات هذه الصناديق وتوجهاتها خلال الفترة المقبلة بالاضافة إلي التوقف عن المضاربة الذي يبتعد عن الهدف الاساسي لها معتبراً أن مراعاة ذلك سيفيد الوافدين الجدد إلي السوق لان قدامي صغار المستثمرين لن يعودوا إلي السوق مجدداً فهم الان يفكرون فقط في استعادة رؤوس أموالهم . وقال يونس إن مديري صناديق الاستثمار مازالوا يتسمون بخبرات متواضعة وإنهم يخضعون لضغط مدرائهم لتحقيق أرباح خيالية في فترة وجيزة لتحسين وقفهم التنافسي أمام البنوك الأخري، لافتا إلي أن بعض مديري الصناديق