يعد استخدام مناولة الحاويات معيارا للاقتصاد العالمي، فزيادتها أو نقصانها تعتبر مؤشرا علي تحسن الاقتصاد أو الركود، وخلال العام الحالي، شهدت مناولة الحاويات زيادة كبيرة، فاقت مستوياتها القياسية في العام 2008 فقد أعلنت اثنتان من أهم الشركات العالمية في مجال مناولة الحاويات، وهما شركة "إيه بي مولر ميرسك" الدنماركية و"موانئ دبي العالمية" التابعة لحكومة دبي بالإمارات العربية المتحدة، عن زيادة في أحجام مناولة الحاويات، ما يعد مؤشرا إضافيا علي تحسن الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية فقد قالت ميرسك، وهي أكبر شركة في العالم في مجال مناولة الحاويات، إن أحجام نقل الحاويات علي الطرق التجارية البعيدة ارتفعت بنسبة 13% في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالعام السابقوشهدت حركة المناولة عبر المحيط الهادي، بين دول آسيا وأمريكا الشمالية زيادة بنسبة 11 %، في حين أن حجم المناولة من وإلي أمريكا اللاتينية ارتفعت بنسبة 18%. أما التحسن في حركة مناولة الحاويات الذي شهدته شركة "موانئ دبي العالمية" خلال النصف الأول من العام الحالي، فبلغ 7%، وشهدت حركة المناولة بين الأمريكتين وأستراليا تحسنا بلغ نحو 31% عما كان عليه الأمر العام الماضي وبحسب بيان أصدرته الشركة، فقد ارتفع صافي ربحها في النصف الأول قبل خصم ضرائب العمليات الجارية إلي 206 ملايين دولار من 188 مليون دولار قبل عام وأضاف البيان لقد سمحت عودة النمو في أحجام المناولة عبر محطات موانئ دبي العالمية خلال النصف الأول، ونجاح الشركة بالحفاظ علي إيرادات الحاويات، بتحقيق نمو في الإيرادات بلغ 5%، رغم الانخفاض الطفيف في الإيرادات من البضائع السائبة وجاءت أرقام الشركتين بعد أقل من شهر علي إعلان شركة الشحن والمناولة السنغافورية "نيبتون أورينت لاينز" عن ارتفاع حجم المناولة في عملياتها بنسبة 35%. وأسهم التحسن في مستويات مناولة الحاويات في رفع رسوم المناولة علي كل حاوية، بنسب تتراوح بين 15 و30 % وتوقعت ميرسك أن ترتفع أرباحها لهذا العام إلي نحو 4 مليارات دولار، وهو رقم قريب من الرقم القياسي الذي حققته في العام 2004 عندما سجلت أرباحاً بقيمة 469 مليار دولار ومع ذلك، حذرت ميرسك وموانئ دبي من أنهما مازالتا تواجهان مخاطر تراجع الاقتصاد العالمي.