قال المتعاملون في تجارة القمح إن دولا كثيرة من بينها مصر - التي تعتبر من أكبر المشترين للقمح من روسيا - من المتوقع ان تسعي لشراء القمح من مصادر بديلة خلال الأسابيع القادمة بعد أن فرضت روسيا حظرا علي تصدير الحبوب حتي آخر العام الحالي. وقالت فاينانشيال تايمز إن مصر - وهي من أكبر مستوردي القمح في العالم - كانت تشتري القمح الروسي بكثافة خلال الأسابيع الماضية والآن بعد أن أصبح مصير هذه التعاقدات في مهب الريح ستتجه مع غيرها من مستوردي القمح إلي مصادر بديلة ونقلت الصحيفة عن هشام رجب المسئول في وزارة التجارة والصناعة في مصر قوله: إن لدينا ما يكفي من المخزون لأربعة أشهر وأن الموقف ليس حساسا لهذه الدرجة في الوقت الراهن، وقد تصبح كذلك إذا كان هناك نقص في إنتاج القمح في جميع أنحاء العالم وهو ليس كذلك. وقال أحد كبار تجار القمح الأوروبيين إن هناك ذعرا بين المستوردين الكبار وان بعض البلدان لديها مخزون ضعيف خاصة بالنسبة لأغذية الحيوانات وبالرغم من أن المخزون في هذه البلدان أكبر مما كان عليه عندما ثارت الأزمة الغذائية في 2007 - 2008 فقد صارت روسيا موردا عالميا للقمح وغيرها من الحبوب باطراد وفاجأت الكثيرين أسوأ أزمة جفاف تضربها منذ قرن من الزمان بعد أن اضطرت الدول والشركات إلي التهافت علي الشراء بأسعار تزيد 80% عما كانت عليه منذ شهر ونصف الشهر. ويتوقع التجار ان يزداد ارتفاع أسعار القمح خلال الأسابيع القادمة بعد إعلان حظر التصدير من روسيا. ويتوقع آتي رينولدز الاقتصادي البارز في مجلس الحبوب العالمي أن تقوم روسيا بتصدير ما يقل عن 6 أو 7 ملايين طن من القمح في العام الحالي نتيجة حظر التصدير وذلك مقارنة بالمخزون في الولاياتالمتحدة الذي من المتوقع ان يبلغ 30 مليون طن وهي زيادة لم تحدث منذ عشرين عاما وذلك لوفره المحصول وفقا لتوقعات وزارة الزراعية الأمريكية التي أعلنتها في يوليو . وقال رينولدز إن الولاياتالمتحدة بشكل خاص من المتوقع أن ستجني الكثير من هذا الوضع.