مصر ليست فريدة في معضلة الاستقرار السياسي ولكن تجارب الدول المشابهة تؤكد أنه يجب وضع خطة مستقبلية خلال المرحلة الحالية تتضمن عدة سيناريوهات مختلفة لضمان استمرار الاستقرار الاقتصادي.. هذا ما أكدته الدكتورة ماجدة قنديل المدير التنفيذي الجديد للمركز المصري للدراسات الاقتصادية في حوارها مع "الأسبوعي". وأكدت أنه في ظل ما يقال عن حالة الرمال المتحركة التي تسيطر علي الوضع المحلي فإنه لا يمكن لأي خبير أن يتنبأ بالفلسفة الاقتصادية التي تضمن الاستقرار الاقتصادي. وأضاف أنه رغم أن حكومة الدكتور نظيف أفضل من حكومة الدكتور عاطف عبيد بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية فإن أمامها العديد من المشكلات في مقدمتها عدالة توزيع ثمار التنمية وتقليل الاسراف الحكومي والذي يذهب لمن لا يستحق وتقليل عجز الموازنة واستبعدت أن تقود هذه السلبيات الاقتصاد المصري إلي أزمة مشابهة لأزمة اليونان لأن الاقتصاد المصري مازال قادرا علي النمو. * كيف ألتحقت للعمل بصندوق النقد الدولي؟! ** قدم لي أحد طلبة الدكتوراة التي كنت أشرف علي تدريسه بجامعة ألينوي عرض العمل بصندوق النقد عام 1998 وبالفعل بدأت عملي بالصندوق كمستشارة بمكتب المدير التنفيذي الدكتور عبدالشكور شعلان عام 1999 وبعد مرور عام التحقت بمعهد الصندوق كأستاذة زائرة لمدة 4 سنوات، ثم حصلت علي فرصة عمل كاقتصادي أول بإدارة التمويل ثم الإدارة المختصة بمنطقة أمريكا الشمالية اللاتينية والبحر الكاريبي واستمر عملي بالصندوق لمدة 11 عاما منذ 99 وحتي ،2010 وكانت فترة مهمة في حياتي العملية خاصة بعد أن حصلت علي أقصي ما أتمناه من العمل في الجامعات الأمريكية لمدة 11 عاما منذ عام 1988 ومازالت للآن أعمل بالصندوق ولكني حصلت علي اجازة منذ توليت مسئولية المركز المصري للدراسات الاقتصادية. * ما أهم العقبات التي قابلتيها خلال عملك بالصندوق لمدة 11 عاما؟! ** الانتقال من العمل بالجامعة إلي الصندوق وهو مؤسسة دولية تعتبر نقلة صعبة خاصة أنك مضطر للتخلي عن استقلاليتك وحريتك لتسخر نفسك كأداة لمؤسسة لديها الكثيرمن القيود.. وأهم ما أعتز به من تلك الفترة هو أنني لم أشعر بأي تحيز ضدي خاصة وأنني أجنبية بخلاف أنني امرأة تخترق مجالا مازال يسوده الرجال في أمريكا علي عكس ما هو في مصر.. بخلاف أن رغبتي في التعلم هي ما جعلتني أتحمل المشقة التي واجهتها في الصندوق خاصة التعامل مع القيود التي تفرضها المؤسسة أو المديرون علي حريتك في التعبير ولكن القيمة المضافة والجائزة التي فزت بها بعد سنوات العمل في الصندوق عوضتني عن المشقة التي واجهتها. الصندوق بين أزمتين * علي مدار ال11 عاما التي قضيتها بالصندوق حدثت أزمتان الاسيوية.. والمالية العالمية.. هل حدث اختلاف في أداء الصندوق بين الأزمتين؟! ** طبعا حدث تطور كبير.. ففي الأزمة الآسيوية الصندوق قدم توصياته وكان عليها الكثير من الانتقادات لأن الصندوق لم يكن لديه الكثير من المرونة في توجيه السياسات الاقتصادية رغم ظروف الأزمة كما أن توصيات الصندوق لم ينشأ عنها في تلك الفترة الاتجاه الصحيح للمسار الاقتصادي بدليل أن الاقتصادات الآسيوية التي لم تعبأ بتوصيات الصندوق تعافت بسرعة أكبر وهو ما أسفر عن مشاعر بعدم الرضا تجاه الدور الذي يلعبه الصندوق في الاقتصاد العالمي بداية فترة التسعينيات مما زاد الأمور سوءا بالنسبة للصندوق أن الاقتصاد العالمي تعافي بشكل لم يكن يتوقعه خبراء الصندوق أنفسهم وهو ما قلص دور الصندوق خاصة أنه لم يحدث بعدها أزمات اقتصادية لفترة طويلة وفي ظل النمو العالمي أصبح القطاع الخاص هو الرائد في توفير القروض والتمويل علي المستوي الدولي وهو ما أدي إلي تراجع دور الصندوق خاصة أنه يعتمد علي القروض في توجيه السياسات الاقتصادية للدول بشكل أساسي من خلال البرامج التي يقدمها الصندوق لحل الأزمات.