تشتهر مدينة طنطا بصناعة الحلوي بصفة عامة وحلوي المولد التي ترتبط ارتباطاً وثيق الصلة مع الاحتفال بمولد السيد البدوي والمولد النبوي الشريف وسائر الموالد الإسلامية والمسيحية في محافظات جمهورية مصر العربية، وعن سبب شهرة مدينة طنطا بتلك الصناعة. تجول "الأسبوعي" في شارع القيثارية المشهور بتلك الصناعة وشارع مسجد السيد البدوي الذي كان مزدحما بالزائرين من جميع أنحاء المحافظات بسبب الاحتفال بمولد "الرجبية" وهو الاحتفال بميلاد الشيخ السيد البدوي والذي تم الاحتفال به 29 ابريل الماضي. بداية قال الحاج العربي عوارة صاحب أحد مصانع الحلوي إن السبب الرئيسي في تلك الصناعة بطنطا يعود إلي أحد مريدي وأحباء الشيخ السيد البدوي وكان رجلاً يدعي الشيخ جوهر، حيث كان مرافقاً دائماً للشيخ البدوي وعندما انتقل السيد البدوي إلي الرفيق الأعلي، بدأ جوهر في تجفيف الملانة بشكل يقارب الحمص ويقوم بتوزيعها علي باب مسجد السيد البدوي لكل زواره، وحينها انتبه التجار لذلك الموضوع وبدأوا بصناعة حلوي ناشفة كان يتم تكسيرها بالشاكوش وكانت تسمي حلوي "جاما" ويوزع معها حمص للزائرين، ومنذ ظهرت الحمصية وانتشرت بعدها صناعة الفولية، تطورت صناعة الحلوي الناشفة لتشمل العلف والسمسمية والمنديل والملبن. وأضاف عوارة أن تلك الصناعة تعتبر رائجة طوال العام وذلك لأنها لا تقتصر علي الاحتفال بالمولد النبوي والسيد البدوي فقط انما يتم تنفيذ معارض لها في جميع أنحاء محافظات الجمهورية لتغطية الموالد الإسلامية والمسيحية بها طوال العام. سر التركيبة أوضح محمد رفاعي مسئول مبيعات بمصنع عرفة للحلويات أن الذي يتحكم في سعر الحلوي هو جودة المنتج وأرجع سبب ارتفاع أسعارها إلي ارتفاع سعر المادة الخام، وأوضح أن سعر كيلو الحلوي المشكل 18 جنيهاً بينما كيلو العلف أو السمسمية والفولية والحمصية 19 جنيهاً، وأشار إلي أن سر تركيبة صناعة الحلوي لا يعرفها سوي صاحب المصنع وهو الذي يقوم بتركيبها ومعرفة مقاديرها والاشراف علي تسوية "الحلة" ويأتي دور العمال فقط في تقطيعها وتوصيلها للشكل النهائي وتغليفها، وأضاف طارق الخولي محامي بمصنع عرفة أن الزبائن تأتي من جميع المحافظات في مولد السيد البدوي وفي الأيام العادية تعتبر حلوي المولد والحمص من الهدايا التي يحرص علي شرائها أي زائر لمدينة طنطا، وأضاف أنه يتم تصدير الحلوي للدول العربية بشكل مختلف عن هيئتها المعروفة بمصر حيث يكون حجم القطعة أكبر وذلك لأنها تباع بالقطعة في الدول العربية ولا تباع بالكيلو. بينما أكد الحاج يسري الشنواني أن الحلوي السورية لا تشكل مجالاً للمنافسة علي حلوي المولد أنما تدخل مجال المنافسة في الحلوي الشرقية فقط، وأشار إلي أنه يتم التصدير لأسواق الخليج وأفريقيا. المواد الخام أوضح عبدالفتاح بصلة المدير العام للشئون الاقتصادية بالغرفة التجارية بمدينة طنطا أن الصناعة قديما كانت تعتمد علي مواد خام طبيعية مثل عرق الحلاوة وكانت عبارة عن قلب نوع معين من الشجر يتم استخدامه في التحلية، ولكن مع تطور العلم حل محله سكر الجلوكوز وعسل البطاطس مما أدي إلي سرعة وزيادة الإنتاج، وعن دخول مدينة دمياط مجال المنافسة في تلك الصناعة فقال ان دمياط تشتهر بصناعة الحلوي الافرنجية والمشبك وتفتقد حلوي المولد لان صناعتها في طنطا. سالي مزروع