أكثر من 60 عاماً ومصر تعاني من كوارث الألغام التي تنتشر علي مساحة 22% من أراضيها وتعطل حركة التنمية الاقتصادية بإحدي أهم المناطق الواعدة التي تتمتع بثروات وموارد طبيعية هائلة وهي منطقة الساحل الشمالي الغربي، للبلاد، فهذه المنطقة من المعروف أن بها ثروات بترولية وتعدينية وزراعية وحيوانية هائلة تؤهلها لإقامة مجتمع متكامل إلا أن الجهود الإنمائية بها مازالت متواضعة بسبب الألغام والأجسام الصلبة المنتشرة بها كمخلفات من الحرب العالمية الثانية، حتي أن البعض قدر حجم ما ضاع علي مصر من فوائد لعدم استغلال هذه المنطقة الحيوية خلال الفترة الماضية بأكثر من 300 مليار جنيه أي ما يزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف عما حصلت عليه مصر من مساعدات تنموية خلال الفترة ذاتها. ورغم الجهود التي بذلتها الدولة لتطهير تلك المنطقة من الألغام وتنميتها اقتصاديا من خلال المشروع القومي لإزالة الألغام والذي بدأ أولي خطواته خلال مايو من عام 2007 ونجح بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولي منه بتطهير مساحة 31 ألفا و250 فدانا علي جانبي ترعة الحمام بالساحل الشمالي، وخلال أيام ستبدأ المرحلة الثانية منه، إلا أن هذا كله لا يمنع من أن لمصر حقوقا لابد أن تسعي للحصول عليها تتمثل في ضرورة مساهمة المجتمع الدولي وبخاصة "إنجلترا وألمانيا وإيطاليا" والتي قامت بزرع تلك الألغام في عمليات تطهير المنطقة وتنميتها اقتصاديا خاصة وأن مصر لم تكن طرفا في الحرب العالمية.. ومع ذلك فهي مازالت تتحمل تبعاتها وهناك ضحايا جدد يسقطون كل يوم ما بين قتيل وجريح تتكبد الدولة نفقات علاجهم وتوفير الأطراف الصناعية إليهم، وتخصيص معاشات لهم ولأسرهم.. كما أن هناك دولا كثيرة نجحت في الحصول علي حقوقها والتعويضات المتعلقة بها في هذا الشأن. لهذا قامت "العالم اليوم" بإطلاق مبادرة لرجال الأعمال تسألهم فيها عن مدي استعدادهم لتبني حملة دولية وتحمل جميع نفقاتها ليقوموا خلالها بمخاطبة الدول الأجنبية وبخاصة التي ساهمت في زرع الألغام للمشاركة في عمليات التطهير والتنمية الاقتصادية بمنطقة الساحل الشمالي. كما ذهبنا بالمبادرة إلي الجهات المسئولة والمعنية بهذا الملف الشائك وفي مقدمتها وزارة التعاون الدولي للتعرف علي رؤيتها، ووزارة التنمية الاقتصادية لنقف علي المخطط الخاص بها لتنمية تلك المنطقة المهمة بعد تطهيرها. والجدير بالذكر أن منطقة الساحل الشمالي تعد من أهم المناطق التي تحظي بثروات وموارد طبيعية هائلة حيث يوجد بها 4.8 مليار برميل بترول، و650 مليون طن ثروات معدنية، و13.4 تريليون قدم مكعب غاز طبيعي، و3 ملايين فدان صالحة للزراعة.