أراد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من زيارته الأولي من نوعها إلي غزة عقب الانقلاب الذي نفذته حركة حماس علي القطاع أن يحرك المياه الراكدة في ملف المصالحة الفلسطينية، والذي لم يتقدم خطوة حتي الآن، ساعيا بذلك إلي رغبته الملحة في تشجيع حركة حماس علي توقيع ورقة المصالحة، والاستمرار في المشوار الذي بدأوه قبل نحو عامين. ولأن غزة هي مسقط رأس شعث فإن لها أولوية كبيرة لديه يطمح من خلالها إلي الوصول إلي صيغة تساعد جميع الأطراف علي الخروج من نفق الانقسام، ويبدو أن شعث ليس الوحيد الذي يتحرك في تجاه لحلحة الوضع الراكد، إنما أطراف عدة تسعي إلي الخروج من حال الانسداد والوصول إلي توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية ومنها موسكو التي استقبلت وفدا رفيعا من حركة حماس لإجراء اتصالات تتعلق بملف المصالحة الفلسطينية. هذه الاتصالات مع سلسلة من الاتصالات العلنية وغير العلنية تهدف إلي تحريك ملف المصالحة رغم أن نقطة الانسداد لاتزال علي حالها، وهناك أطراف تريد التغلب علي الانسداد بواسطة توقيع اتفاق المصالحة من دون أي تعديل أو باقتراح تقديم ضمانات لدي تنفيذ الاتفاق، إلا أن ذلك غير وارد بالنسبة لحماس التي يقوم موقفها علي ضرورة دعوة جميع الأطراف للقاء، في حين تحاول فتح اعطاء الانطباع بأنها تقوم بكل شيء من أجل المصالحة. غير أن زيارة شعث لغزة أثمرت اتفاقا مع حماس علي البدء في إجراءات أحادية غير تفاوضية علي الأرض تتعلق بأوضاع الحركتين في الضفة وغزة، فضلا عن الأثر النفسي الإيجابي الذي تركته الزيارة، كما تم الاتفاق علي بدء إجراءات تعزز الثقة وتبث روح المصالحة الحقيقية، خاصة وأن حركة حماس وصفت لقاء شعث بالإيجابي، لكن شعث لم يحصل بعد علي جواب قاطع من حماس في شأن التوقيع علي ورقة المصالحة قبل انعقاد القمة العربية المقبلة. وأرجع السبب إلي قيادة الحركة في دمشق التي يراها غير راغبة في إنهاء حالة الانقسام بنفس القدر الذي أبدته قيادات الحركة في الداخل. وعلي هذا الأساس فإن جهودا عربية وفلسطينية مكثفة تبذل حاليا لدي قيادة حركة حماس في دمشق والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" والحكومة المصرية لإنهاء الخلاف بشأن توقيع الورقة المصرية، خاصة وأن جميع الصيغ التي طرحت حتي الآن تهدف إلي حفظ ماء وجه جميع الأطراف، ولاسيما بعد المواقف المتشنجة التي عبرت عنها بشأن الورقة المصرية. ورغم المواقف المتشددة التي تعبر عنها الأطراف المختلفة حاليا فإن فرص انهاء الخلاف حول الورقة المصرية.. بحسب مصادر وثيقة باتت كبيرة جدا، وهناك مناقشات تجري حاليا بين الفصائل في القطاع، تبحث في قضايا تخص مرحلة ما بعد التوقيع علي الورقة المصرية. الانطباع الذي تشكل لدي شعث أثناء زيارته إلي غزة باتهامه "حماس" في الخارج بأنها تعطل جهود المصالحة عكس قيادات حماس في الداخل أثارت حفيظة الحركة في الخارج، والتي نفت أن يكون هناك تفرد بالقرار من الخارج علي غير رغبة الداخل، وهذا في حد ذاته مازال مثار جدل وشك ربما يؤثر في سير الحراك الدائر حاليا لإنجاز المصالحة ويدلل علي ذلك تصريحات لحركة حماس بأن توقيعها علي الورقة المصرية غير مرتبط علي الاطلاق بتوقيت عقد القمة العربية التي ستعقد في طرابلس الشهر المقبل أو بأي قضية أخري وأن التوقيع سيتم فقط حين يتم الأخذ بملاحظاتها، وهذا في حد ذاته مؤشر علي بطء التحرك الجدي تجاه انجاز الملف كما ترغب القيادة المصرية والفلسطينية والعربية مع انعقاد القمة العربية علي أقل تقدير!!