وكالات الأنباء.. حادث تصادم قطارين بالعياط يقتل 18 ويصيب عشرات.. بعد قليل. القتلي يتزايدون.. السبب: ربما خطأ بشري.. أو جاموسة عبرت القضبان فعطلت القطار الأول واصطدم به القطار الثاني. مع اعتذاري لكل الضحايا من قتلي وجرحي.. خبر عادي جدا.. لا جديد فيه.. هل ترون به أي جديد؟! حادث وقع مثله من قبل الكثير وسيقع بعده الكثير.. والسبب ليست الجاموسة.. لكن الإهمال وعدم الانضباط وعدم المحاسبة.. هل أنتم منزعجون؟!! عادي.. قفزت إلي ذهني إعلانات القطارات التي ملأت شاشات التليفزيون في رمضان.. قطارات مصر الحديثة والجميلة (لا أدري أي قطارات هذه؟!) والشعب هو الذي يخربها.. والمصري اللي علي حق.. يقول للغلط لأ! انظروا الآن إلي مشهد القطارين المصطدمين.. هل هذه هي قطارات الإعلانات!! أم أن الحادث كشف الحقيقة.. حال السكك الحديدية يرثي له.. أرجوكم لا تلوموا الجاموسة المسكينة.. ففي دول أخري قد تمر غزالة أو كانجروا كما في استراليا.. فقطارات تلك الدول تمر في صحاري وغابات ووديان.. ماذا يحدث.. امران: أما بوضع سور من سلك يحيط بالقطارات في تلك الاماكن التي تمر بها الحيوانات.. والثاني وهو الأهم أجهزة اتصال يبلغ عن طريقها سائق القطار عن الأعطال أو التأخيرات.. ماذا حدث لهذه الأجهزة؟ هل هي موجودة أصلا؟ ولو موجودة هل كانت معطلة؟ أم أنها خرجت من المحطة معطلة؟ أم إن السائق لم يفكر في استخدامها؟ أم انه أبلغ بالعطل والتأخير والجاموسة.. ولم يسمعه أحد؟ تبدو كل الأسئلة السابقة بلا إجابة.. وكأننا في فيلم كارتون مكسيكي.. لا أحد يفهم ما يحدث.. الاحداث تتلاحق ونحن نشاهدها ونقول عادي.. نري زي أي حادثة قبل كده أو بعد كده.. قد يعزل مسئول أو اثنان.. قد يعاقب سائق القطار -لو عثر عليه- لكن المنظومة بأكملها ستبقي تسير كما هي: إهمال، عبث، عدم انضباط، انفاق علي الشكل وليس المضمون.. ثم نطالب المصري ان يسعد بتطور السكك الحديدية، وتحسن خدماتها وسرعة أدائها.. يا عالم.. المواطن فقط يتمني الآن أن يصل إلي بيته بالسلامة.. علي رجليه. لا أذكر أي مسئول حدثنا مؤخرا عن تنامي طموحات المواطن المصري.. أظن أن طموحاتنا قد تدنت لدرجة لا نطلب فيها سوي السلامة.. وهي أيضا صعبة وغير مضمونة.. حتي داخل أكثر المواصلات أمانا.. القطارات. ألم أقل لكم حادث عادي! لا تنزعجوا كثيرا..