هي سبع لغات تعتمدها الأممالمتحدة كلغات أساسية يتم التعامل معها في هيئاتها المختلفة الإنجليزية والعربية والصينية والفرنسية والروسية والأسبانية والبرتغالية. ولأن مكتبة الإسكندرية شاركت فعليا في أرشفة العديد من ذخائر هذا الكون ليصبح تصفحه سهلا علي شبكة الإنترنت. ورغم ما تنقله لنا الأخبار يوميا عن مشاركة الإنترنت في صناعة التخلف وإهدار الحياة عبر تنظيمات القاعدة وما قد يجتاح العالم من بؤر قتل دون إبداء أسباب، مثلما يحدث من تنظيم القاعدة، وهو التنظيم الذي تتركز فيه حاليا الدعوة إلي الإرهاب المتخطي لحدود الدول. ولكن في نفس الوقت يمكن لشبكة الإنترنت أن تظهر بعضا من كنوز الكون المطمورة، والتي يمكن أن ترفع من المستوي الثقافي والتبادل الإنساني رفيع المستوي، فمثلا يمكنك الآن أن تدخل علي شبكة الإنترنت، وعلي موقع مكتبة الإسكندرية لتتصفح كتاب وصف مصر، وهو الكتاب الذي أتمني أن توضع ترجمته العربية بجانب النسخة الأصلية بعد أن أفني الصديق العزيز الراحل زهير الشايب عمره من أجل إتمام المهمة. والذي جعلني أكتب هذا الأسبوع في هذا الموضوع هو حوار قصير مع الدكتورة نهي عدلي مديرة المعهد الدولي لنظم المعلومات بمكتبة الإسكندرية، وفرحت معها بالمشروع الجديد الذي شارك فيه فريق العمل بالمكتبة كل من اليونسكو ومكتبة الكونجرس لإنشاء أكبر مكتبة رقمية عالمية علي شبكة الإنترنت والتي تديرها منظمة اليونسكو حيث تتيح المكتبة لمستخدميها من القراء والدارسين والمهتمين الإطلاع علي كنوز العالم المعرفية والثقافية عبر هذا الأرشيف الإلكتروني الذي يتضمن مقتنيات أكثر من 30 مؤسسة عالمية. علمت من د.نها أن اليونسكو استعانت في هذا المشروع الضخم بالمساعدات الفنية التي يتملك فريق مكتبة الإسكندرية خبرة هائلة، وهم رواد في تحويل الوثائق من الورق المطبوع إلي صور مرئية علي شبكة الإنترنت وطبعا لم تذكرني د.نها بكتاب وصف مصر الموجود حاليا علي موقع مكتبة الإسكندرية وهو الكتاب المعجزة في تاريخ مصر وكلنا نعرف أن تاريخه يرجع إلي حملة نابليون بونابارت علي مصر عام 1798. وطبعا قد لا يتذكر المصريون ما يمر به العالم حاليا، حيث تتقدم شبكة الإنترنت علي الكتاب المطبوع، فذاكرة الكون المعاصر صارت مزدحمة بالمعلومات والمؤلفات، إلي الدرجة التي يصعب فيها صناعة أرفف جديدة لنضع عليها الكتب الجديدة، وصارت شبكة الإنترنت هي المنفذ المتاح لعشرات المليارات من الكتب والصور التي تضم جواهر ثقافة شعوب العالم، وقد تسد الشبكة تلك الفجوة الهائلة بين شعوب الأرض علميا وفنيا، وتعزز التواصل بين البشر بلغة العصر، أي الرقمنة، فكل صورة لحرف أو صفحة أو لوحة يمكن تصويرها ونقلها عبر الإنترنت في ثوان معدودة، فهل يمكن أن نسد الفجوة الحضارية بين أطراف العالم وأن يزيد التفاهم الإنساني؟ أظن أن مثل هذا الحلم سيظل بعيدا، أقول ذلك لا بهدف زراعة اليأس، ولكن لأن العديد من ساسة العالم مازالوا يؤمنون بسيادة شعوب علي شعوب أخري، ولكن ما المانع من محاولة اقتحام المستقبل بسبع لغات؟ لا يوجد ما يمنع. وأكرر مرة أخري ما أقوله لصديقي د.إسماعيل سراج الدين "أنت تعلم أن كل تقدم تشارك فيه مكتبة الإسكندرية، يمكن أن يزيل وصمة التخلف عن جبين المصريين والعرب، ولذلك نرحب دائما بمشاركة مكتبة الإسكندرية في تطوير هذا الكون الذي نحياه.