أطلق فاروق قدومي أمين سر منظمة فتح صاروخا بعيد المدي حول اغتيال الرئيس ياسر عرفات وان هناك وثيقة تؤكد ذلك وان عرفات مات مسموما في مؤامرة دبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بمعرفة من دحلان وعباس رئيس السلطة الفلسطينية.. ولاشك ان ما أعلنه قدومي ينبغي ان يكون مجالا لتحقيقات واسعة لأن عرفات لم يكن شخصا عاديا فهو زعيم تاريخي بكل المقاييس وبعده تاهت القضية الفلسطينية بين غزة ورام الله وحماس وفتح ولا عزاء للضحايا والشهداء.. ان اغتيال عرفات ليس قصة عابرة أو حدثا بسيطا خاصة ان الرجل رحل مع بداية انشقاق الصف الفلسطيني والصراع الدائر الآن بين فتح وحماس.. ان اتهام "أبومازن" في هذه القضية ليس أمرا بسيطا لأن "أبومازن" رفيق سلاح مع عرفات ورفاقه كما ان هذه الوصمة لو لحقت بأبومازن وتأكدت فهي نهاية مؤسفة.. والغريب هو اتهام دحلان وكان من تلاميذ عرفات وأقربهم إليه.. ولكن ما أكثر متغيرات الحياة.. ان اخطر ما في هذه القصة ان الذي رواها رجل صاحب تاريخ في القضية الفلسطينية وهو واحد من أكبر رموز حركة فتح كما انه من رفاق السلاح مع ياسر عرفات ولا يمكن ان يقول قدومي هذا الكلام دون ان تكون لديه وثائق تؤكد ذلك.. ان رحيل عرفات في كل هذه الظروف والملابسات لم يكن شيئا عاديا.. فقد انهارت حالته الصحية في فترة زمنية قصيرة للغاية وما بين رحلة قصيرة إلي باريس وعودة سريعة انتهت حياة الرجل دون ان يعرف أحد حقيقة ما جري، كان هناك اعتقاد سائد أن وفاة عرفات لم تكن موتا عاديا ولكن الشواهد كانت تؤكد ان وراء ذلك مؤامرة كبيرة وان صاحب المصلحة في ذلك كله هو اسرائيل.. كان هناك عداء قديم علي فترات زمنية مختلفة بين شارون وعرفات ما بين تونس ولبنان والاردن والقاهرة كلها محطات شهدت هذا الصراع ولكن كانت الشواهد كلها تقول ان عرفات مات مسموما ولكن من يثبت ذلك وكيف.. وهنا كانت المفاجأة المدوية التي أطلقها فاروق قدومي وهو رجل يدرك مسئولية ما يقول وما ينطق به.. ولكن هناك جبهات كثيرة لا تريد اظهار الحقيقة لان الذي مات مات ونحن مع الاحياء وقد رحل عرفات ومعه سره، كما ان شارون الحي الميت منذ سنوات لا يستطيع ان ينطق بحرف.. وهنا تبقي الحقيقة لدي اطراف لا يمكن لها ان تعترف خاصة انه لا يوجد من يحاسب الآن امام كارثة الانقسام والصراع بين الاخوة الأعداء في فلسطين.. ان رحيل عرفات كان خسارة بكل المقاييس وستكون الخسارة أكبر كثيرا إذا صدقت الرواية حول اغتياله.