* خلال الزيارة الأخيرة للمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة للعاصمة الأمريكيةواشنطن، تم الاتفاق مع رئيس الغرفة التجارية الأمريكية السيد توماس دوناهيو علي إعادة تشكيل مجلس الأعمال المصري الأمريكي والذي انتهت فترة عمله في مارس الماضي، وفق رؤية وأجندة وآليات جديدة تتفق مع رغبة الجانبين في تفعيل دور المجلس وتطوير آلياته ليسهم بفاعلية في تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتحقيق طموحاتنا بشأن شراكة اقتصادية استراتيجية.. ولكن ما الدور المرتقب لمجلس الأعمال المصري الأمريكي الجديد؟ وما سبل دفع وتنشيط مجلس الأعمال المشترك والتي يمكن أن تؤدي إلي زيادة التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، وكيفية تفادي العثرات التي تعرض لها المجلس القديم؟ يوضح جلال الزوربا "رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي" أن المرحلة الجديدة من العلاقات المتميزة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية التي نحن بصددها حاليا، تقتضي بالفعل إعادة تشكيل مجلس أعمال مصري أمريكي يعمل وفقا لاستراتيجية محددة وأجندة جديدة يتم تحضيرها بعناية وفقا للمتغيرات الجديدة المبشرة التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين البلدين.. منوها أن الفرصة سانحة هذه المرة أمام المجلس المرتقب لزيادة التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، خاصة أن المؤشرات الأولية تشير إلي حرص المسئولين الأمريكيين علي فتح صفحة جديدة تقوم علي تبادل المصالح والمنافع المشتركة دون الجور علي حقوق أي من الطرفين، وهي الفرصة التي تم حرمان مجلس الأعمال المصري الأمريكي القديم منها فطيلة 18 عاما هي عمر المجلس تأثرت أنشطته بالمشكلات السياسية لأمريكا داخل منطقة الشرق الأوسط وفتور العلاقات الرسمية نسبيا بين الحكومتين المصرية والأمريكية. ويري الزوربا أن تفعيل دور المجلس وتطوير آلياته ليواكب الطموحات المتزايدة بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤشر إيجابي عن الدور الذي سيلعبه القطاع الخاص خلال الأيام القادمة بوصفه القاطرة الرئيسية للتنمية الاقتصادية داخل بلادنا، حيث سيكون له دور محوري مرتقب في إطار استراتيجية الشراكة الاقتصادية المأمولة والدخول في مشروعات مشتركة تخدم الطرفين. ويري السفير جمال بيومي "رئيس اتحاد المستثمرين العرب" أن مجلس الأعمال المصري الأمريكي السابق قام بدور جيد خلال السنوات الماضية في ضوء المعطيات المحدودة التي كان يتحرك داخلها، حيث إننا نستطيع رصد أدائه الموفق في استمرارية بعثات طرق الأبواب داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا علي أن الدور الرئيسي الذي يلعبه هذا المجلس باعتباره ممثلا عن المجتمع المدني ورجال الأعمال المصريين، يجعلنا نتصور بطبيعة الحال ضخ دماء جديدة وآراء جديدة من قبل الحكماء الذين يتطلعون إلي علاقات مصرية أمريكية متميزة، ويوضح بيومي أن المرحلة الجديدة من العلاقات المصرية الأمريكية تقتضي بالضرورة البحث عن سبل الاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي ليس فقط فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ولكننا نطمح هذه المرة في الاستفادة في نقل التكنولوجيا داخل بلادنا، كما نأمل ألا تقتصر عضوية مجلس الأعمال المصري الأمريكي علي أصحاب المصاح التجارية في العلاقات المصرية الأمريكية فقط، وإنما يجب أن تمتد هذه العضوية لتشمل أصحاب المصالح المصرية الراغبة في التطوير في ظل الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة الرئيس أوباما. السفير د. أحمد مختار الجمال "مستشار المجلس المصري الأوروبي" يري أن تفعيل أداء مجلس الأعمال المصري الأمريكي خطوة رئيسية للوصول إلي متخذي القرار ومراكز التفكير في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. مؤكدا أن المجلس يملك عدة أدوات تؤهله لأن يلعب دورا أساسيا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتحقيق طموحاتنا في إقامة شراكة اقتصادية استراتيجية مرتقبة.. هذه الأدوات تتمثل في بعثات طرق الأبواب وتبادل الزيارات المشتركة وإقامة مشروعات مشتركة.. وكلها أمور ستلعب دورا محوريا في توثيق العلاقات مع المجالس الأمريكية لنظيره بل ستفي دون شك عن تأسيس مجالس متخصصة من قبل الجانبين لتدعيم العلاقات وبناء أرضية مشتركة للتعاون. ويري السفير أحمد مختار أن الأزمة المالية العالمية قد يكون لها تأثير مؤقت علي مدي قدرة المجلس علي استقطاب المزيد من الاستثمارات الأمريكية في مصر، إلا أنه بمجرد زوال تبعات هذه الأزمة يستطيع السوق المصري الاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجال التكنولوجيا وتدريب العمالة وغيرها من المجالات.