كان من الممكن أن تكون أنفلونزا الخنازير أنفلونزا الأبقار أو الحمير أو الأغنام.. وكان من الممكن جدا أن تكون هذه الأبقار ملكا للمسلمين وليس الأقباط في مصر.. ولهذا كان أمرا غريبا أن يحتج أقباط المهجر المصريون علي قرار ذبح الخنازير الذي اتخذته الحكومة حماية للمواطنين ولهذا فإن محاولة إشعال الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر بسبب ذبح الخنازير سبب لا ينبغي الاهتمام به علي الاطلاق.. إن أنفلونزا الخنازير لن تصيب مواطنا مسلما وتترك المسيحي.. ومزارع الخنازير ملك للمسلمين والأقباط معا وهناك من المسلمين من يربي الخنازير وقبل هذا فإن قداسة البابا شنودة رحب بقرار الحكومة بذبح الخنازير وأعلن صراحة أنه لم يأكل لحم الخنزير في حياته وأكد أن معظم الأقباط في مصر لا يأكلون لحم الخنزير باستثناء قلة قليلة منهم تقلد الغرب في أكل لحوم الخنازير.. وما حدث من مواجهات بين الشرطة وأصحاب مزارع الخنازير قضية تتعلق بغياب الوعي بين المواطنين والدليل علي ذلك أن بعض المناطق قامت بذبح الخنازير دون أي مواجهات.. والمشكلة الأساسية في هذا الموقف هي عمليات التعويض التي تدفعها الحكومة لأصحاب الخنازير.. يجب أن يكون التعويض عادلا لأننا أمام فئات فقيرة من أبناء الشعب المصري سواء كانوا الزبالين الذين يجمعون القمامة أو العمال الذين يقومون بتربية الخنازير لحساب التجار الكبار والمفروض أن توفر الحكومة لهؤلاء العمال أعمالا بديلة في النظافة أو خدمات المرافق في المحافظات.. لا يعقل أن تصرف الحكومة مائة جنيه ثمنا للخنزير كما قال المتضررون علي شاشات التليفزيون.. إن ثمن كيلو لحم الخنزير كان يباع بسعر 70 جنيها وهذا يعني أن ثمن الخنزير الواحد يصل إلي ألف جنيه وما بين الصغير والكبير يمكن أن تضع الحكومة سعرا متوسطا للخنزير الواحد.. إن ما حدث من مواجهات وصدامات بين الشرطة وأصحاب الخنازير قضية تعالج بالوعي والوضوح والشفافية ويجب أن يكون لرجال الدين المسيحي دور في هذا التوضيح.. يستلهم حديث قداسة البابا في هذه القضية حين أكد أن صحة المواطنين المصريين هي الأهم والأخطر ولا فرق بين مسلم ومسيحي لأن المرض لن يفرق بينهما ويجب أن نكون جميعا مسلمين وأقباطا علي قلب رجل واحد في هذه الأزمة الرهيبة.