كتب مصطفي خلاف وإيناس إسماعيل: تزايدت أجواء الفزع التي تسيطر علي دول العالم جراء تحول الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير إلي وباء عالمي بعد أن تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة حدود أكثر من 22 دولة أسفرت عن 985 حالة للعدوي بالمرض وأبلغت المكسيك عن 590 حالة توفي منها 25 شخصا، في غضون ذلك كشفت تحاليل العينات التي تم الحصول عليها من القادمين من الدول التي ظهرت بها حالات والعاملون بحظائر الخنازير أن مصر مازالت خالية من الإصابة بالمرض. بينما شددت مختلف أجهزة الدولة إجراءاتها إلي درجة الاستعداد القصوي لمنع تسلل الفيروس إلي مصر والتعامل مع الموقف في حالة تحوله إلي وباء وبدأت سلسلة من الاجتماعات لتدريب وتأهيل وزارات مصر علي مواجهة الوباء في حالة ظهوره رجحت مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية أن ترفع المنظمة درجة تأهبها لمواجهة سلالة الأنفلونزا الجديدة إلي أعلي مستوي. وقد تواصلت اجتماعات غرفة الأزمات المركزية رئيس مركز المعلومات بمجلس الوزراء بحضور مختلف ممثلي الوزارات المعنية لبحث وتقييم الجهود المبذولة للحيلولة دون ظهور المرض ووقف انتشاره ووضع الخطط اللازمة لمواجهة الخطر في حالة ظهور الفيروس في مصر وأن تكون كل جهة علي دراية بما ستقوم به في هذا الصدد. وشددت الغرفة علي اتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس وإعداد تقرير دوري لعرضه علي مجلس الوزراء والتنسيق مع الوزارات والهيئات والمحافظات لمعالجة الأزمة. في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الزراعة استمرار عمليات ذبح الخنازير، كشفت مصادر رسمية عن أنه تم الانتهاء من إعداد مواصفات خاصة لتربية الخنازير عند استئناف التربية مرة أخري في مقدمتها الالتزام بقواعد الأمان الحيوي من خلال تراخيص رسمية وتحديد آليات التصرف في هذه الخنازير للمربين بعد عامين. وقالت المصادر إن الوزارة لديها خطة نضمن التزام أصحاب الخنازير بالاشتراطات الدولية للتربية من خلال الأجهزة المعنية بشئون التربية والمتابعة البيطرية. وفي هذا الصدد قال د. محمد فريد أبوحديد رئيس مركز البحوث الزراعية أنه تم الاحتفاظ بعدد من الأمهات للحفاظ علي الأصول الوراثية للخنازير المصرية وحفظ جيناتها في بنك الجينات التابع للوزارة للحفاظ علي السلالات المصرية من الانقراض. من جانبه أكد الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه تم الانتهاء من ذبح 58 رأساً واعدام 69 خنزيراً جديداً بمجزر البساتين واعدام 6 خنازير بمحافظة سوهاج ليصل اجمالي ما تم ذبحه من الخنازير حتي أمس إلي 710 رءوس وإعدام 317 من الخنازير خلال الحملة القومية للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير. وقال سماحة ل "العالم اليوم" إن التراخي يرجع لسببين أولهما: عدم التعاون بين المربين والأجهزة الحكومية لزيادة معدلات ذبح الخنازير والسبب الثاني هو قلة إعداد "الجزارين" للإسراع في تنفيذ قرار الدولة. وطالب الاجهزة المحلية بالإسراع في إصدار قرارات سريعة لتوفير المزيد من الجزارين لزيادة الطاقة اليومية للذبح خاصة في ظل الصلاحيات الكبيرة لدي المحافظين لاستقدام "الجزارين" للقيام بالذبح. وقال سماحة يجب ألا تشغلنا انفلونزا الخنازير عن انفلونزا الطيور لانها الخطر الفعلي الذي نعاني منه مشيرا إلي أنه يجري حاليا إعداد دراسة فنية مشتركة بين الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومنظمة الاغذية والزراعة "الفاو" لتقييم عمليات تحصين الطيور.