العلاقات المصرية الأمريكية حديث كل عام خاصة مع بدء "مهمة" بعثة طرق الأبواب يوم الخميس الماضي وتضم حوالي 50 عضوا من غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة وتستمر لمدة 10 أيام تزور خلالها كلا من نيويوركوواشنطن وفي نفس التوقيت بدأ وزراء الاستثمار والتجارة والصناعة والنقل زيارتهم إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي أيضا زيارة توصف بأنها "مهمة" وخاصة بعد القرار الفردي من جانب أمريكا مؤخرا بخفض المساعدات الاقتصادية لمصر لعام 2009 من 415 مليون دولار إلي 200 مليون دولار لأسباب ومبررات لم تفهمها مصر ورفضت الاعتراف بها حيث أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري رفض المجلس شروط المعونة الأمريكية التي وقعت في عهد الإدارة الأمريكية السابقة.. مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكيةالجديدة تحمل توجهات مختلفة ورئيسية أكثر عمقا ومعرفة بطبيعة العلاقات مع بلاده فهل تشهد العلاقات الأمريكية المصرية تطورا ملموسا بعد سنوات من "الفتور" في عهد الرئيس السابق؟! بداية يعبر عمر مهنا رئيس غرفة التجارة الأمريكية عن تفاؤله بشأن سياسات الإدارة الأمريكيةالجديدة.. مشيرا إلي أن سياسة التغيير التي ينتهجها أوباما لن تحدث بين يوم وليلة. أكد مهنا أن الأهم من التركيز علي المعونة الأمريكية هو التحول للحديث عن الشراكة التجارية خاصة في ظل تراجع حجم المعونة المقدمة إلي مصر.. مشيرا إلي أن الهدف من البعثة هو تعميق العلاقات التجارية بين مصر وأمريكا.. مشيرا إلي أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 4.8 مليار دولار في 2008. أوضح عمر مهنا أن الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار سيشارك في مؤتمر يعقد في نيويورك تحت عنوان "مصر سوق ناشئة في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي" والذي يتناول الوضع الحالي للاقتصاد المصري وقدرته علي الاستمرار في النمو والفرص الاستثمارية المتاحة. أضاف أن المؤتمر الثاني والذي يعقد في واشنطن غدا "الثلاثاء" تحت عنوان "الفرص المتاحة في ظل التحديات" يشارك فيه وزيرا التجارة والصناعة والنقل ويستعرض الخطوات التي اتخذتها مصر لتشجيع الاستثمار الأجنبي والميزات التنافسية بمصر. قرار الكونجرس وتتفق مع الرأي السابق الدكتورة عالية المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية موضحة أن المنطق الذي يتعامل به الرئيس الأمريكي الجديد أوباما مع العلاقات الدولية ومنها العلاقات مع مصر يختلف كثيرا عن منطق الرئيس بوش خاصة انه يتعامل بدرجة أعلي من التعقل والديمقراطية مع تلك العلاقات الدولية. أضافت الدكتورة عالية المهدي أن القرار الأخير بتخفيض حجم المعونات الاقتصادية إلي 200 مليون دولار لعام 2009 هو قرار للكونجرس وهو آخر قرار لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.. وتوقعت أنه ليس بالضرورة أن يكون لذلك القرار انعكاسات سيئة علي مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة أن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد تعكس تطورا إيجابيا للعلاقات المصرية الأمريكية. أكدت أن القرار لن يؤثر بشكل أو بآخر علي أعمال بعثة طرق الأبواب لأن الهدف الرئيسي للبعثة هو نقل صورة واضحة عن الاقتصاد المصري للمستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين وعرض الفرص البديلة أمام الأمريكيين وخاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الأمريكي.. مشيرة إلي أهمية تعدد القنوات بين الجانبين المصري والأمريكي خلال المرحلة المقبلة للترويج للاقتصاد المصري. اتفاقية التجارة أما الدكتور أحمد جلال مدير منتدي البحوث الاقتصادية أكد أن تطوير العلاقات الاقتصادية لصالح البلدين.. مشيرا إلي أنه من المهم مع بداية الإدارة الأمريكيةالجديدة أن تبدأ الحديث عن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي تأخرت لسنوات عديدة ويحتاج البلدان إلي البدء في الاجتماعات الثقافية مرة أخري وخاصة أنها تنظم في جزء كبير منها انتقال رؤوس الأموال والاستثمارات والأفراد والبضائع بين البلدين. ويوضح عادل العزبي نائب رئيس الشعب العامة للمستثمرين أن أمريكا لا تتحرك عادة بأسلوب "طقة الدماغ" علي حد تعبيره، وإنما هي دولة لديها سياسات لا تتغير بتغير الأشخاص أو الحزب الحاكم.. مؤكدا أن الرئيس الجديد باراك له فكر الشباب والذي يميل إلي العدالة أكثر وإلي علاقات الصداقة لإصلاح الخصومات التي تفشت في عهد بوش لغير صالح الولاياتالمتحدة وهو ما يعني أن العلاقات بين مصر وأمريكا ستشهد تطورا خلال المرحلة القادمة وخاصة علي الجانب السياسي.. أما فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.. فهو أمر مختلف خاصة أن أمريكا تعاني بعد الأزمة المالية من تفشي البطالة وهو سيجعل التوجه لعقد مثل هذا الاتفاق غير مقبول من جانب المنتجين الأمريكيين والنقابات العمالية التي تسعي لتحجيم الاستيراد الفترة القادمة خاصة مع الانكماش الذي يشهده السوق الأمريكي.