حال أغنياء العالم لم يكن مغايرا كثيرا لحالنا، فكما تركت الازمة المالية العالمية اثارها علي معظم القطاعات الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، فقد ألقت بظلالها ايضا علي مشاهير الاثرياء، الذين اصبحوا "أكثر فقرا" عما كانوا عليه قبل تلك الازمة. ووفقا لقائمة أغني أغنياء العالم التي كشفت عنها مجلة "فوربس" مؤخرا، فقد تراجع عدد اصحاب المليارات من الدولارات، خلال عام 2008 الماضي، إلي 793 مليارديرا مقابل 1125 مليارديرا في العام السابق، مما يعني خروج 332 من القائمة، كان غالبيتهم في الدول التي تعرضت لهزات شديدة نتيجة الازمة. كما تراجع اجمالي الاموال التي يمتلكها هؤلاء الذين تضمنتهم القائمة، بنسبة تصل إلي 23% عن حجم ممتلكاتهم في ،2007 من 4.4 تريليون دولار إلي 2.4 تريليون دولار، في الوقت الذي تراجع فيه "الحاجز" الخاص بقائمةأغني 20 شخصا، من 21 مليار إلي 14 مليار دولار فقط. ولكن هذ الازمة كانت لها تأثيرات قد تكون "ايجابية" لمؤسس شركة "مايكروسوفت" لبرامج الكمبيوتر، بيل جيتس، الذي عاد مرة أخري لتصدر قائمة أغني أغنياء العالم، برصيد 40 مليار دولار، بعد تراجع ثروته بنحو 18 مليار دولار خلال العام الماضي، حيث حل في المركز الثالث بالتصنيف السابق. أما رجل الاعمال الامريكي المعروف وارن بوفيت صاحب مجموعة "بيركشير هاثاواي"، فقد تراجعت ثروته بنحو 25 مليار دولارا، ليتراجع هو الآخر إلي المركز الثاني، خلفا لجيتس برصيد 37 مليار دولار، بعدما كان قد تصدر القائمة متخطيا جيتس، لأول مرة منذ 13 عاما. وجاء في المركز الثالث للقائمة إمبراطوار الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم حلو بثروة تقدر بنحو 35 مليار دولار، بعدما تكبد خسائر مماثلة لصاحب المركز الثاني قدرت بحوالي 25 مليار دولار، خلال العام الماضي نتيجة الازمة المالية. وعلي المستوي العربي جاء الامير السعودي الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة" في المركز ال 22 بالقائمة، برصيد حوالي 13.3 مليار دولار، متحفظا بصدارته لقائمة أغني الاثرياء العرب والمسلمين. وعلي المستوي النسائي جاءت وريثة سلسلة متاجر "وول مارت" الشهيرة أليس والتون في المركز ال 12 بالقائمة، والأول بين نظيراتها، برصيد 17.6 مليار دولار، بينما تراجعت أغني سيدة "سابقة" الفرنسية ليليان بيتانكور إلي المركز ال 21 عالميا بثروة تقدر بحوالي 13.4 مليار دولار.