بعد عودة وزارة التربية والتعليم للعمل بنظام السنوات الست في مرحلة التعليم الأساسي للمرة الثالثة فإن الجامعات الخاصة تشهد ظاهرة "سنة الفراغ" التي ستظهر للوجود بداية العام الدراسي القادم 2009/2010 وتشير الآراء إلي أنها سوف تؤثر بنسب مختلفة علي أرباح هذه الجامعات تتراوح بين 20 و50% علي حسب درجة اعتماد الجامعة علي الطلبة العرب. رؤساء الجامعات الخاصة والخبراء أكدوا ضرورة وضع حلول سريعة للتعامل مع هذه الأزمة مطالبين وزارة التعليم العالي بخفض الحد الأدني لقبول الطلبة العرب للدراسة في مصر لسد جزء من الفجوة التي سوف تتسبب فيها سنة الفراغ. الجدير بالذكر ان وزارة التعليم العالي لم يتحرك لها ساكن تجاه هذه المشكلة أو كيفية مواجهتها، حيث علمت "العالم اليوم" ان وزير التعليم العالي مازال في انتظار تقارير الجامعات الخاصة حول اقتراحاتها لمواجهة هذه الأزمة تماشيا لمبدأ المشاركة في اتخاذ القرار. د. فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بالشوري ورئيس جامعة الأهرام الكندية يؤكد انه حتي الآن لم يتم التوصل إلي تصور واضح ليكون ظالما للجامعات الخاصة أو المعاهد أو الجامعات الحكومية ولا يستغل المواطن لمواجهة تبعات سنة الفراغ التي سوف تؤثر علي الجامعات لمدة 6 سنوات متواصلة.. منوها إلي أنه مازال هناك العديد من التساؤلات والأمور المبهمة حول هذه القضية لم تتضح ومطلوب استجلاؤها قبل الاتفاق علي حلول للتعامل معها. وحول الحلول المطروحة لهذه المشكلة يوضح د.إسماعيل ان فتح باب القبول للطلبة العرب بالجامعات المصرية بحد أدني 50% يمكنها من اجتياز هذه الأزمة وهذا ما نسعي لتطبيقه بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، مشيرا الي ان الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي طلب من الجامعات الخاصة تقديم تقارير حول أوضاعها وتأثرها بهذه المشكلة ليستنير بها في اتخاذ قراره. وحول إمكانية العودة عن قرارات 5 مايو الخاصة بإلغاء الاعفاء الضريبي علي الجامعات الخاصة المتضرر الأكبر من سنة الفراغ يؤكد رئيس لجنة التعليم بالشوري ان هذا الأمر مستحيل في الوقت الراهن خاصة مع سعي الدولة لتوفير الموارد اللازمة للمرور من نفق الأزمة المالية العالمية. ويضيف رئيس جامعة الأهرام الكندية ان الجامعات ليس لديها الكثير لتقوم به لمواجهة هذه المشكلة لهذا يجب التعامل معها في نطاق انها من مؤسسات التعليم العالي حتي لا تضطر بعض الجامعات لإغلاق أبوابها كما يجب الاسراع بوضع الاستراتيجية التي يمكن خلالها التعامل مع تأثيرات سنة الفراغ كي لا تزداد الآثار عما هو متوقع. أما الدكتورة نوال الدجوي خبير التعليم ورئيس جامعة العلوم الحديثة فتقول إن سنة الفراغ ستؤثر علي الجامعات الخاصة بشكل كبير لان اثارها ستظل مستمرة لمدة 4 سنوات في الكليات الادبية و6 سنوات في الكليات العلمية مما يجعلها تواجه عجزا ماليا يصل إلي 25% في ايراداتها طوال هذه الفترة مشيرة الي ان هذه التأثيرات سوف تكون كبيرة خاصة بعد إلغاء الإعفاء الضريبي للجامعات الخاصة بجانب رفع الحد الأدني لقبول الطلبة العرب في الجامعات المصرية، وتضيف: وهذان الإجراءان لم يكونا في الحسبان بعد تطبيق السنة السادسة في التعليم الأساسي.. حيث أدت هذه القرارات الي ارتباك الجامعات في الوقت الذي تسعي فيه جاهدة لاجتياز هذه المشكلة. وتدعو د.نوال الدجوي وزارة التعليم العالي بمنح حوافز لجذب الطلبة العرب وتشجيعهم علي الدراسة في مصر بغرض تغطية نقص الطلاب المصريين بالجامعات الخاصة وكذلك السعي لجذب الطلاب الأفارقة للدراسة في مصر وذلك علي غرار ما يحدث في أمريكا وانجلترا اللتين تسعيان لجذب الطلبة من الخارج للدراسة بها. وتستنكر رئيس جامعة العلوم الحديثة تباطؤ وزارة التعليم العالي في اتخاذ الاجراءات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة مما يزيد من الصعوبات أمام الجامعات مشيرة إلي أن الجامعات الخاصة أنشئت تماشيا مع القانون المصري وتشجيعا من الرئيس مبارك للاستثمار في التعليم وتطبيق النظم الحديثة فيه من أجل تخريج طلاب علي درجة عالية من الكفاءة، لكن زيادة القيود علي الجامعات تنذر بنتائج وخيمة عليها مستقبليا.. تضيف د.نوال: من الغريب ان مصر هي الدولة الوحيدة التي تفرض ضرائب علي التعليم وتقول ان وضع العراقيل أمام الطلبة العرب للالتحاق بالجامعات المصرية اجراء يأتي ضد التيار خاصة مع السعي الدءوب للدولة لجذب المزيد من الاستثمارات. ويؤكد دكتور حسن شريف نائب رئيس جامعة سيناء ان سنة الفراغ ستؤثر بلا شك علي تمويل الجامعات وبالتالي علي كفاءة تقديمها الخدمة المتطورة.