أحسست بسعادة كبيرة لفوز فريق سلطنة عمان الكروي بكأس الخليج ،19 فهي البطولة الأولي في تاريخ الكرة العمانية التي وصلت إلي النهائي عدة مرات ولم يحالفها التوفيق. ويوم 17 يناير الجاري كانوا علي موعد مع البطولة الأولي التي حصلوا عليها وسط أجواء فرحة غامرة واحتفالات غير مسبوقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وحقيقة فقد كنت أتمني أن يفوز منتخب مملكة البحرين بالبطولة، فبيني وبين البحرين حالة عشق خاص فقد عشت وعملت هناك سنوات طويلة من عمري بين أهل وأصدقاء. ولكن فوز منتخب سلطنة عمان بالبطولة يمثل مفاجأة سارة أيضا، وهي بطولة جاءت عن جدارة واستحقاق وتصميم علي الفوز. ومن حق هذا الشعب الطيب المتواضع أن نشاركه الفرحة؛ فهو شعب كريم وأصيل ومضياف، له تقاليده الخاصة وجذوره التاريخية العميقة التي ظل محافظا عليها ومتمسكا بها. ولقد كانت أول زيارة لي إلي سلطنة عمان في أواخر السبعينيات مع الرئيس مبارك عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية وكان ذلك لمشاركة السلطنة احتفالاتها بعيدها الوطني. وزرت السلطنة بعد ذلك عدة مرات، وفي كل مرة كنت ألمس تغييرا كبيرا في الأمكنة والمباني والشوارع والطرق، ولكنَّ شيئا واحدا لم يتغير وهو الإنسان العماني الذي ظل محتفظا بروحه البسيطة وهدوئه المعتاد لم يتغير كثيرا ولم يؤثر فيه غزو العولمة ولم ينجذب إلي الأشكال الزائفة للمدنية والحضار الغربية التي بدأت تنعكس علي مجتمعاتنا العربية وتجعل منها مسخا جديدا لا صلة له بالشرق ولا بالغرب. واستطاع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان أن ينأي ببلاده عن المشاكل الإقليمية والعربية وأن يجعل لها مواقف وسياسات خاصة فحفظ بلاده من التقلبات السياسية والتوازنات الخاطئة فظلت عمان علي علاقة جيدة بالجميع وصديقة للجميع. إن الشعب العماني كان في حاجة إلي فرحة من هذا النوع تخرجه قليلا من وقاره ليحتفل ويستمتع ولتزغرد العمانيات في ملعب المباراة وفي الشوارع.. فالفرحة مستحقة وهذا الشعب يستحق الكثير من التقدير. [email protected]