أعلنت المصانع الغذائية المصرية عن حالة التأهب لرفع طاقتها الإنتاجية إلي أقصاها وذلك للبدء الفوري اعتبارا من اليوم ولمدة 3 أشهر في توفير احتياجات أهالي غزة من المعونات الغذائية بسعر التكلفة وبدون أدني هامش للربح، وأعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول حضره جوزيت شيران مدير برنامج الغذاء العالمي أن عددا من الاجتماعات تمت خلال اليومين الماضيين مع مسئولي برنامج الغذاء العالمي وأعضاء غرفة الصناعات الغذائية لبحث آليات تفعيل وتنفيذ المبادرة التي دعت إليها السيدة سوزان مبارك والخاصة بالتعاون ما بين الهلال الأحمر المصري وبرنامج الغذاء العالمي من أجل تكثيف ورفع كفاءة المساعدات الغذائية المقدمة لقطاع غزة من خلال رفع كفاءة الشاحنات ونوعيتها بل والكميات المحملة بها بما يلبي الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة نتيجة للأوضاع المأساوية التي يعيشونها. وقال إنه تم الاتفاق مع قطاع الصناعات الغذائية المصري علي انتاج نوعيات معينة من الغذاء تتناسب وظروف أفراد يعيشون في مناطق تعاني من انقطاع امدادات الوقود والمياه والكهرباء، مشيرا إلي إبداء الكثير منهم للتبرع بكميات إضافية عما هو مطلوب منه. وأوضح رشيد أنه تم التركيز علي أهمية زيادة قدرة الشحن للمنتجات الغذائية المصرية من خلال معبر كرم أبو سالم، مشيرا إلي الحاجة إلي معابر أخري تعمل علي حدود غزة مع إسرائيل وتوفير جميع الامكانات والقدرات اللازمة لها لزيادة فعالية الشحن ونوعيته، وأشار إلي أن مسئولي البرنامج أعربوا عن التزامهم بتوصيل الأغذية إلي الأطفال وكل من هو محتاج إليها في أراضي غزة. ومن جانبها قدرت جوزيت شيران مدير برنامج الغذاء العالمي أن احتياجات سكان غزة من المعونات الغذائية خلال الأشهر الثلاثة القادمة بنحو 20 مليون دولار متضمنة توريد نحو 4.131 ألف طن حبوب "أقماح وطحين وأرز وخلافه" 1150 طنا بقوليات، 1314 طن سكر، 986 طن ملح 1400 طن وجبات غذائية. وقالت إن السيدة سوزان مبارك قررت تشكيل لجنة في مصر للإشراف علي الأطعمة التي تمر من خلال مصر مشيرة إلي أنه علي الرغم من توافر أماكن من غزة لتخزين السكر والزيت وخلافه إلا أنه نظرا للظروف التي يعاني منها القطاع كان من الصعب علي الأفراد الحصول عليها أو الوصول إلي أماكنها، هذا فضلا عن أن انقطاع الكهرباء في غزة والمتوقع استمراره خلال الأيام القليلة القادمة سيجعل من الصعب علي أهالي غزة إعداد الغذاء بأنفسهم ولهذا فإنه سيتم التركيز علي أطعمة ذات قيمة غذائية مرتفعة ولكن لا تحتاج إلي طهو كما هو الحال بالنسبة للبلح والبسكويت وخلافه، مشيرة إلي أن البرنامج قد أثار مسألة انقطاع الكهرباء علي المستوي العالمي من أجل التصدي لهذه المسألة. وقالت إن هناك العديد من الأطباء والممرضين الذين لم يعد بمقدورهم العودة لمنازلهم لانقطاع المواصلات، وهو ما يعني أن هناك حاجة لنحو 6 آلاف وجبة يومية للأطباء والمرضي في المستشفيات. وأكدت شيران علي قدرة البرنامج علي توصيل المعونات الغذائية لأهالي غزة، مشيرة إلي خبرة البرنامج الطويلة في التعامل مع مثل هذه الأوضاع المأسوية، وقالت إن البرنامج لديه من المقدرة ما يجعله يغير من استراتيجيته في التوزيع وفقا للأحداث التي تمر بها غزة، بحيث توزع المنتجات في أكبر نطاق ممكن، بل وتخزين البعض الآخر في مناطق أخري لحين توزيعها.