لا يمر يوم دون ان تظهر مؤشرات جديدة علي أن الازمة المالية العالمية تواصل سريانها باستشراء وامتدت إلي كل القطاعات وتجاوزت الحدود الاقليمية والدولية وتهدد بخسائر مفزعة للاقتصاد العالمي والاخطر انه لا توجد أية أدلة عن المدي الزمني لهذه الازمة والتي جسدت في الوقت نفسه الخلاف بين دول المنظومة الرأسمالية التي يطالب بعضها بانشاء نظام انذار مبكر للازمات المالية فيما طالب آخرون بالرقابة الصارمة علي مؤسسات التمويل الدولية واعطاء دور اكبر للدول الناشئة في هذه المؤسسات واستعادة دور الدولة وهيبتها وتقييد الحرية الرأسمالية. وفي ضوء التطورات الاخيرة عبر الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما عن ان دعم الاقتصاد له أولوية تفوق عجز الميزانية وانتقد اوباما الاتفاق علي ضخ 300 مليار دولار فقط لحفز القطاعات المصرفية وان المبلغ المتفق عليه مسبقا هو 700 مليار دولار. وتشير وكالات الانباء إلي ان الاسرة الامريكية ترزح تحت وطأة جبل من الديون يتجاوز 14 تريليون دولار بعد انهيار سوق الاسكان وتعثر اكثر من 20% عن السداد كما تتأهب المتاجر في أوروبا وامريكا لأسوأ مبيعات في موسم الاعياد. منذ 18 عاما علي الاقل وتقدمت عدة سلاسل للمتاجر الكبري بطلبات للافلاس وصلت إلي معدل وقياسي ووصلت إلي أعلي مستوياتها منذ التسعينيات. ويقول خبراء انه ليس من المستبعد ان تزداد الامور سوءاً وتعقيداً في العام القادم في ظل عدم وجود مؤشرات علي امكانية تعافي الاقتصاد العالمي خلال فترة قصيرة وعلي الضفة الاخري من الاطلنطي تعاني بريطانيا من انكماش حاد وارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة واوضح رئيس اتحاد الصناعات البريطانية ان بلاده ستواجه اكبر انكماش اقتصادي منذ نحو عقدين حيث ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلي ما يقرب من 3 ملايين شخص بحلول عام 2010. معدل النمو المتوقع في بريطانيا هذا العام لا يزيد علي 0.3% ولا تقل الاوضاع سوءاً في اليابان التي دخلت في مرحلة سبات اقتصادي وركود يتوقع ان يطول علي مدي 4 فصول موسمية. وتراجع الانفاق الاستثماري بنسبة 1.7% في الربع الثالث.