ناشد الامين العام للأمم المتحدة الدول التي ستشارك في القمة المالية عدم نسيان الدول الفقيرة خلال لقاء زعمائها بواشنطن لبحث سبل معالجة الازمة المالية العالمية: وحذر "بأن" في خطاب موجه إلي قادة مجموعة العشرين التي تضم الدول الصناعية السبع الكبري واقتصادات ناهضة كالهند والبرازيل من ان تسريح مئات الملايين من العمال قد تكون له تداعيات سياسية وامنية خطيرة. وذكر في الرسالة التي كشفت عنها الاممالمتحدة امس: "نحتاج اكثر من أي شيء إلي ضم الجهود لاتخاذ تحرك فوري لتفادي تحول الازمة المالية إلي مأساة إنسانية". وقال الامين العام للأمم المتحدة: "إذا فقد مئات الملايين من الاشخاص مصادر رزقهم وتحطمت آمالهم في المستقبل بسبب ازمة هم قطعا ليسوا مسئولين عنها فإن الازمة الانسانية لن تظل اقتصادية فحسب". وحث قادة الدول المشاركة في قمة واشنطن علي الوفاء بالمساعدات التي تعهدت بها قبل ازمة الائتمان التي اشعلتها مشكلة الرهون العقارية في الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس الامريكي المنصرف جورج بوش قد دافع بقوة عن رأسمالية السوق الحرة، إلا انه رأي من الضروري القيام بإصلاحات لتصحيح المشكلات التي ادت إلي الازمة المالية العالمية. وقال إن السوق الحرة هي الطريق الدائم إلي الرخاء، وان بلاده ستمضي في قيادة العالم نحو الازدهار والسلام. واعتبر ان التدخل الحكومي ليس حلا نهائيا للأزمة المالية، وانما هو تهديد للازدهار الاقتصادي، مشيرا إلي ان الحل الطويل الاجل لمشكلات اليوم يكمن في النمو الاقتصادي المستدام من خلال حرية الاسواق والاشخاص. ودعا الدول إلي التوافق علي سياسات اصلاحية لتفادي حدوث أي ازمة مستقبلية في الاقتصاد العالمي الذي اصبح مترابطا اكثر من أي وقت مضي، وحث قادة مجموعة العشرين علي بحث تطوير قواعد المحاسبة للأوراق المالية، إضافة إلي اصلاح مؤسسات دولية منها صندوق النقد والبنك الدوليان. ومن جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحات للصحفيين في مدينة كان الفرنسية إن بلاده والاتحاد الاوروبي يجب ان يتحدثا بصوت واحد في القمة المالية. واعتبر ان موقف روسيا والاتحاد الاوروبي يتطابق في بعض النقاط الخاصة بالتعامل مع الازمة التي انطلقت من الولاياتالمتحدة، وطالب بدوره بإصلاح النظام المالي العالمي وصندوق النقد والبنك الدوليين. وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قد وصل إلي نيويورك تمهيدا للمشاركة في القمة. وقال إنه يتوقع ان تخرج بمعايير منسقة لوقف التدهور "وتحقيق تقدم علي صعيد التعاملات التجارية الطويلة الاجل". بموازاة ذلك، توقع الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية التي تشارك في قمة واشنطن، ان تقوم بلاده بدور ايجابي خلالها. وكانت السعودية وهي اكبر مساهم عربي في ميزانية صندوق النقد الدولي والدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين التي دعيت لحضور القمة قد دعيت إلي الإسهام بأموال طارئة للمساعدة في التغلب علي الازمة المالية العالمية.