عاد قداسة البابا شنودة إلي أرض الوطن بعد رحلة طالت للعلاج في أمريكا.. واستقبل المصريون - كل المصريين - قداسة البابا بكل الحب والتقدير لدور هذا الرجل المصري الأصيل في دعم وحدتنا الوطنية.. والبابا شنودة مصري حتي النخاع ويسري في دمه ماء النيل منذ عشرات السنين.. وكلنا نحب البابا شنودة مسلمين ومسيحيين ولا شك ان غياب البابا شنودة عن مصر هذه الفترة الطويلة ترك فراغا شديدا في كل شيء.. ترك فراغا في الكنيسة وفراغا في الشارع وفراغا في مواقف كثيرة احتاجت حكمته.. إن هناك قضايا كثيرة علي درجة من الحساسية لا يستطيع أحد غير قداسة البابا ان يواجهها بكل الحسم خاصة بعض الاحداث التي يسمونها الفتنة الطائفية.. في حالات كثيرة كان البابا يمثل صمام أمان أمام الجميع وهو قادر علي أن يسكت أصواتا كثيرة ربما انتهزت فرصا واستغلت ظروفا.. ولكن البابا كان دائما يقف أمام هذه التجاوزات.. ان موقفه واضح وصريح مع أقباط المهجر.. وهو يدرك الأيادي الخفية التي تحاول ان تعبث بمقدرات هذا البلد.. وهو بحكم العمر والتجارب يستطيع ان يري المشكلات قبل ان تجيء ويكشف الازمات قبل ان تحل ولديه قدرة دائما علي مواجهة ذلك كله، ولهذا فإن حضور البابا وعودته الي أرض مصر حماية لاشياء كثيرة أهمها ان الرجل يدرك دوره ومسئوليته ليس فقط كرجل دين ولكن كمواطن مصري أصيل يعرف واجباته ومسئولياته في حماية هذا الوطن.. ولانه عايش الشارع المصري وادرك همومه وأحلامه فهو قادر علي استيعاب أحواله.. ولهذا كان استقبال المواطنين للبابا شنودة في المطار شهادة حب وعرفان من كل أبناء مصر لهذا الرمز المصري الأصيل.. تحية للبابا وألف حمد الله علي سلامته، ونتمني من الله أن يطيل لنا في عمره ويبقيه للمصريين كل المصريين.. لقد أرسل الرئيس مبارك السيد عبدالسلام المحجوب ليكون في استقبال قداسة البابا تعبيرا عن حب كل المصريين لواحد من أبناء مصر الكبار.. هناك ملاحظة واحدة في هذا الاستقبال توقفت عندها وهي عودة البابا في الطائرة الخاصة لنجيب ساويرس.. كان ينبغي ان يعود البابا في نفس الطائرة التي حملته عندما سافر.. طائرة الدولة المصرية فهذا حقه.. وهذا واجبنا.