علق محللان ماليان علي التقرير الذي أصدره صندوق النقد الدولي بعنوان "نظرة علي الاقتصاد العالمي" والذي توقع فيه دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة انكماش بقولهما، إن الولاياتالمتحدة وأوربا دخلتا بالفعل في مرحلة الانكماش منذ أكثر من شهر، وأشارا إلي أن الأزمة الراهنة ستفقدهما تأثيرهما المالي والسياسي الدولي. وقال المحلل المالي في لندن أنطوان مطر إنه إذا تفاءلنا وتوقعنا تمكن أمريكا من الخروج من مرحلة الانكماش مع نهاية عام 2009 فلن تتمكن الدول الأوربية من ذلك. وعن جدوي التدخلات التي قامت بها الدول عبر ضخ مليارات الدولارات وفق خطط إنقاذ في أمريكا وأوروبا ، اوضح مطر أن تأثيرها سيكون قليل وستشهد الأيام القادمة خروج العديد من المصارف وشركات المال وخاصة الصغيرة منها من الاسواق. ووافق المستشار المالي والاقتصادي السعودي عبد الله االحربي في حديث للجزيرة نت اعتبار أن الولاياتالمتحدة تعيش حالة من الركود ، وأن الازمة ليست وليدة الأسابيع الاخيرة بل تعود إلي بداية عام 2000 عندما انطلقت ما سماها بالثورة العقارية في أمريكا وتجلت عام 2007 بأزمة الرهن العقاري . وتعد الولاياتالمتحدة صاحبة اكبر اقتصاد في العالم ، مما يجعل مساهمتها في المؤسسات الدولية أكبر وبالتالي دورها في اتخاذ القرارات وإنفاذ السياسات أكبر . وتراجع مكانة أمريكا اقتصاديا ينبئ بتقلصات دورها في هذه المؤسسات . وفي اتعليق الخبيرين الماليين علي مستقبل الدور الأمركيي في المؤسسات المالية الدولية وعلي رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي توقعا بأن يتراجع دور واشنطن وأن تنكفئ علي حل مشاكلها الاقتصادية الداخلية . واعتمد الخبيران علي أن الولاياتالمتحدة واوروبا المتأثرتين بشكل كبير بالازمة المالية تسيطران علي المؤسسات المالية الدولية. وسينعكس ذلك علي برامجهما وسياساتهما في الدول التي تتلقي المساعدات والقروض ، وخاصة الدول النامية منها ومن بينها دول عربية . وحول تأثر الدول العربية بالازمة المالية العالمية اتفق الخبيران علي أن حجم التأثر العربي بشكل عام سيكون قليلا أذا ما قورن بالدول الكبري ، معيدين ذلك لضآلة حجم الاقتصادات العربية. غير أن الحربي اعتبر أن الدول الخليجية أكثر تأثرا علي اعتبار أن هناك استثمارات لصناديق سيادية خليجية في مؤسسات أميركية وأوروبية تعرضت لخسائر ملموسة . وطالب الحربي الدول العربية بالتنسيق فيما بينها علي مستوي وزراء المال والاقتصاد ومحافظي البنوك المركزية للخروج بسياسات موحدة لمواجهة هذه الازمة وغيرها في المستقبل . وعن الازمة التي تعيشها أسواق المال العربية أعتبر مطر أنها مسألة آنية وستعود الاسواق العربية للانتعاش بعد فترة ليست بالطويلة في حين أمل الحربي من الدول العربية في زيادة الشفافية لطمأنة الاسواق . واعتبر أن الهبوط الشديد الذي تعرضت له معظم الاسواق العربية في الأيام القليلة الماضية عائد لأسباب نفسية مدللا علي ذلك بأن أسهم شركات محلية ونشاطها داخلي وليس لها علاقة بأسواق المال ولا بالبنوك تعرضت لخسائر رغم انها شركات ناجحة رابحة.