لا أحد يعرف كم عدد المسلسلات التي تعرضها الفضائيات العربية في شهر رمضان.. إنها تزيد علي 40 مسلسلا ما بين الكوميدي والسياسي والاجتماعي وهناك بعض المسلسلات التي كتبها كتاب الدراما شخصيات محددة قد تطول الأحداث وقد يتفكك العمل ولكن المهم أن يكون بطل المسلسل راضيا.. هناك مسلسلات لا يوجد فيها مشهد واحد بدون البطل أو البطلة وهذا بكل تأكيد لا يترك فرصة لنمو الشخصيات بحيث تكبر بجوار شخصية البطل.. وهناك ملاحظة أخري وهي تكرار وجود ممثل واحد في أكثر من مسلسل.. وهنا تتداخل الأحداث أمام من يتابع هذه المسلسلات وقد شاهدت أكثر من فنان في أكثر من أربعة مسلسلات.. وأمام تشابه الأدوار يشعر المشاهد بأنه أمام مسلسل واحد خاصة أن الفنان يتكرر في أكثر من عمل.. ولاشك أنه لا يوجد حتي الآن المسلسل المميز الذي يجذب المشاهدين فهناك تشابه في الأحداث والأدوار والشخصيات.. أن معظم المسلسلات تتعرض لرجال الأعمال والثروة والأبناء والعلاقة بينهم وبين السلطة.. وهذه المسلسلات تقترب كثيرا من لغة الصحافة وتتشابه مع قصصها وأحداثها خاصة الحملات الصحفية التي عالجت قضايا الفساد.. والغريب في الأمر أن بعض هذه الحملات تحول إلي مشاهد وأحداث وحوارات وشخصيات.. ولهذا فقدت هذه المسلسلات الكثير من الإثارة.. ولابد أن نعترف بأن الدراما اليومية وما فيها من تناقضات وكوارث أصبحت أعلي صوتا من الدراما التليفزيونية أن ما نشاهده الآن في الشادع أكبر كثيرا مما نراه في التليفزيون.. إن أحداث القتل والنهب والاعتداء علي المال العام وما يحدث في حياتنا أصبح الآن أهم وأحطر من كل النماذج الإنسانية التي نراها علي الشاشة.. ولهذا نقول أن الواقع أصبح أكثر ضراوة من خيال كتاب الدراما واصحاب المسلسلات وإن القصص التي تنشرها الصحف عن قضايا الفساد أكبر وأشمل من كل ما شاهدناه من مسلسلات طوال شهر رمضان.