حاولت أمريكا كثيرا تحريض الدول العربية ضد إيران تمهيدا لضربها. عقدت السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أكثر من اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مصر وإيران لهذا الغرض في منطقة الشرق الأوسط. أرادت أمريكا اقناع الدول العربية بأن تخصيب إيران لليورانيوم تمهيدا لصنع قنبلة نووية ولكن الدول العربية وجدت أن إسرائيل تملك بالفعل مائتي قنبلة نووية ولذلك فإنها الخطر الأقرب للدول العربية من إيران. وظلت العلاقات العربية الإيرانية طيبة أو لا تسوء حتي قامت إيران بالخطوة الأولي نحو إساءة العلاقات العربية الإيرانية. آخرما فعلته إيران انها انتقدت الدول العربية بدعوي تدخلها في الشئون الإيرانية!! وقالت الجزر ملك أبدي لنا! السبب في ذلك جزيرة أبو موسي وهي إحدي الجزر الثلاث. مع طنب الكبري وطنب الصغري التابعتين لدولة الإمارات والتي استولت عليها إيران عام 1977 بعد رحيل القوات البريطانية من الخليج. وكانت إيران قد أقامت أخيرا مكتبين إداريين في جزيرة أبو موسي فشكت دولة الإمارات إلي مجلس الأمن. ردت إيران علي هذه الشكوي بعنف وأعلنت أن موقف دول مجلس التعاون يعتبر تدخلا في الشئون الداخلية الإيرانية. وكل ما فعله مجلس التعاون أنه دعا إيران إلي تسوية سلمية للنزاع علي الجزر الإماراتية الثلاثية والتفاوض المباشر عليها أو إحالة الموضوع إلي محكمة العدل الدولية. ومن ناحية أخري فإن دولة الإمارات رفضت أن تقطع العلاقات مع إيران رغم استيلائها علي الجزر وامتنعت عن الشكوي لمجلس الأمن حتي افتتحت إيران المكتبين في "أبو موسي". وسبقت ذلك أزمة بشأن دعوة إيران لحضور اجتماع قمة مجلس التعاون القادم في مسقط. وإيران نفسها التي بدأت هذه الأزمة عندما أعلنت انها تدرس الدعوة التي تلقتها لحضور قمة مسقط. بادرت مسقط بإعلان انها لم توجه دعوة لإيران. ولما قيل إن أمير قطر قد وجه الدعوة لإيران عند زيارته الأخيرة لها فبادر أمير قطر بإعلان أنه لم يوجه الدعوة. ووقعت أزمة أخري بين إيرانوالإمارات بإعلان إيران أن رعاياها يتعرضون لسوء المعاملة عندما يصلون إلي الإمارات التي نفت ذلك. وهكذا أصبح الموقف متوترا بين دول مجلس التعاون وإيران ولم يعرف بعد إلي أي حد سيفيد ذلك أمريكا في تحركاتها ضد إيران!