يعتقد البعض استمرار حالة الهدوء وتذبذبات الأسعار التي تسود البورصة المصرية حاليا خلال شهر رمضان التي تتسم التعاملات فيه عادة بالهدوء والبعد عن المغامرة والاكتفاء بالأسهم الثقيلة وذلك علي أساس أن الحالة المزاجية للمتداولين في شهر رمضان الكريم لا تساعد علي التعاطي بفعالية مع حركة الأسهم المرهقة عصبيا فغالبًا ما تتصدر الأسهم الصغيرة قائمة المبيعات والمشتريات في رمضان؛ لأنها تحقق ربحية صغيرة في وقت قصير وهو أمر يتناسب مع طبيعة ضيق مدة التداول في رمضان. وأكد الخبراء أن هناك مشكلة تواجه البورصة المصرية في رمضان، حيث تتأثر التعاملات العربية كثيرًا. ويري البعض أنه من المتوقع انتعاش نسبي لحركة السوق خلال شهر رمضان مثلما حدث في السنوات الماضية خاصة وأن أسعار الأسهم في البورصة المصرية وصلت الي قاع الهبوط ووصلت الي أسعار لم نرها منذ عام 2006. وأوضحوا ان ذلك يعطي للمستثمرين والصناديق فرصة للشراء والاستفادة من هذه الاسعار الزهيدة خاصة وأن المؤسسات المالية والصناديق تملك سيولة عالية لابد وأن تتحرك وتعود للشراء للخروج من الأزمة الحالية وكذلك الخروج من عباءة تأثير الاجانب علي السوق خاصة وأن أغلب المؤشرات تشير الي قرب انتهاء عملية التصحيح العنيف للسوق خاصة مع تراجع أسعار المعادن والبترول مما يشكل تحولا من تلك الأسواق والعودة الي أسواق المال مجددا. كما توقعوا علي المدي الطويل ان يرتفع السوق الي مستويات أعلي من المستويات السابقة قبل الانخفاض مدفوعا بدعم من نتائج الأعمال المالية الجيدة للشركات المقيدة بالاضافة الي انخفاض مضاعفات الربحية للعديد من الاوراق المالية المتداولة ذات معدلات النمو العالي وطالب الخبراء بضرورة تحرير البورصة من الارتباط العنيف بالأسهم المتداولة في البورصات العالمية مشيرين إلي أن 70% من الاسهم التي لها شهادات ايداع دولية تدخل في اسهم المؤشر ووصفوا ذلك بأنه كارثة يجب النظر اليها مؤكدين ايضا مسألة قياس السوق بأداء مؤشر كاس 30 هي التي أدت إلي هذا التراجع. من جانبه أشار علي رزق المدير التنفيذي بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية أن هناك مشكلة تواجه البورصة المصرية في رمضان، حيث تتأثر التعاملات العربية كثيرًا؛ لأن معظم المستثمرين العرب في البورصة المصرية من السعوديين الذين يفضلون قضاء رمضان في الأراضي المقدسة؛ للاستمتاع بجوها الروحاني في ذلك الوقت وقضاءه عمرة رمضان هناك. أما الأسبوع الأخير من شهر رمضان فيتأثر نشاط البورصة كثيرًا؛ بسبب إجازة العيد، حيث تؤدي الإجازة إلي عزوف المستثمرين، خاصة الأجانب عن الشراء؛ لأن من يشتري أسهمًا يريد أن يبيعها، وذلك لن يكون متاحًا بسبب طول فترة الإجازة. وأضاف مؤكدا أن أبرز المتعاملين مع البورصة في رمضان هم من اعتادوا شراء الأسهم وبيعها في نفس اليوم، أما صغار المستثمرين أو الجدد الذين دخلوا البورصة في الفترة الماضية، فغالبًا ما يتركون الأمور للظروف؛ بسبب ضعف خبرتهم، فإذا سمعوا عن ارتفاع قيمة الأسهم يبيعون، وإذا انخفضت يحتجبون. ولفت رزق إلي أنه غالبًا ما تتصدر الأسهم الصغيرة قائمة المبيعات والمشتريات في رمضان؛ لأنها تحقق ربحية صغيرة في وقت قصير وهو أمر يتناسب مع طبيعة ضيق مدة التداول في رمضان. وطالب رزق بإلغاء آلية الشراء والبيع في ذات الجلسة خلال شهر رمضان لابعاد السوق عن تأثير المضاربين مشيرا الي ان قصر جلسة التداول قد لا يعطي الفرصة للمستثمرين لتحقيق معدلات الربحية التي يطمحون فيها مما قد يدفعهم الي الهرولة بعمليات البيع لتسوية مديونياتهم وفقا لهذا النظام مما قد يدفع بالاسعار الي الهبوط الحاد والسريع في وقت قصير للغاية مما يحدث ارتباكا في السوق مثلما حدث في العام الماضي . وأوضح أنه كي يستمر العمل وفقا لهذه الآلية خلال شهر رمضان يجب زيادة وقت جلسة التداول علي الاقل لمدة ساعة اخري بحيث يصبح زمن الجلسة 3 ساعات بدلا من ساعتين لتنتهي في الثانية والنصف بدلا من الواحدة معطيات السوق علي الجانب الآخر يقول هاني زارع خبير أسواق المال إن حال البورصة يختلف في آخر الشهر عن أوله، ففي الأيام الثلاثة الأولي من رمضان تسود البورصة حالة هدوء شبه تام مصحوبة بحالة ترقب قصوي؛ بسبب تغيير نظام العمل، وبعد الأيام الثلاثة الأولي يعود النشاط للبورصة طبقًا لمعطيات السوق، وتستمر حركة الأسهم في الأسبوع الثاني والثالث، أما الأسبوع الأخير من شهر رمضان فيتأثر نشاط البورصة كثيرًا؛ بسبب إجازة العيد، حيث تؤدي الإجازة إلي عزوف المستثمرين، خاصة الأجانب عن الشراء؛ لأن من يشتري أسهمًا يريد أن يبيعها، وذلك لن يكون متاحًا بسبب طول فترة الإجازة. ويضيف لقد طالبنا أكثر من مرة بزيادة ساعات التداول في رمضان إلي 4 ساعات كغيره من الأيام العادية، ولكن طلبنا رفض بسبب ارتباط البورصة بالبنوك والتي تتبع نظامًا خاصًّا للعمل في رمضان.