فيما يري المهندس اسامة الجنايني رئيس شركة الاسكندرية للاسمدة ان صناعة الاسمدة تعاني من التدهور الشديد نتيجة تقادم وتهالك معظم الوحدات الانتاجية، يؤكد أن الاجانب لا مكان لهم في هذا القطاع ويقول: اهلا بالاستثمارات الاجنبية في أي قطاع ولكن الاولوية يجب ان تكون للاستثمار الوطني سواء في عملية الاحلال والتجديد او انشاء المصانع الجديدة، كما يتفق الجناينبي في أن اختلال العرض والطلب هو السبب الرئيسي للممارسات الخاطئة في سوق الأسمدة المصري. * السوق المحلي يعاني من نقص في الانتاج للاسمدة الأزوتية لماذا؟ وكيف يتم تغطية هذا العجز؟ ** بكل تأكيد لدينا نقص في الانتاج من الاسمدة الأزوتية ويتم سد هذا العجز باستيراده من الشركات الاستثمارية العاملة في المناطق الحرة داخل مصر ويرجع ذلك إلي عوامل كثيرة منها تهالك وتقادم معظم وحدات الانتاج والخطوط الانتاجية ولم يتم بحث احلالها وتجديدها واعادة هيكلتها سواء بالنسبة للمباني او الانشاءات الجديدة والتوسعات وادخال المعدات والآلات والماكينات الحديثة الي جانب نقص الخبرات الفنية المدربة واهمال عمليات تحسين الانتاجية والبحوث والدراسات الجديدة. * وما خريطة هذه الصناعة سواء المصانع الوطنية أو الاستثمارية العاملة في المناطق الحرة؟ ** مصر بها 5 مصانع كبري لانتاج الأسمدة الازوتية وللاسف جزء كبير منها يحتاج لاعادة تأهيل واحلال باستثناء مصنع أبو قير الحديث والمطور واجمالي الانتاج من هذه المصانع سنويا 7 ملايين طن سماد "يوريا ونترات" والسوق يحتاج ما يتراوح بين 5.9 - 10 ملايين طن سماد أزوتي ويتم استيراد هذا العجز من الشركات الاستثمارية العاملة في المناطق الحرة والتي تنتج ما يقرب من 8 ملايين طن سماد أزوتي ومعظمه يصدر للخارج وعدد هذه الشركات الاستثمارية 3 شركات وهناك شركة رابعة ستدخل قريبا في انتاج الاسمدة الازوتية في مصر؟ * هل تقصد شركة أجريوم المصرية - الكندية؟ ** لا.. أجريوم غير محسوبة الآن ولكني أقصد شركة موبكو "الاستثمارية" والاسكندرية، وحلوان والمصرية وهي جميعها تعمل بنظام المناطق الحرة. * ماذا تحتاج المصانع الوطنية لزيادة انتاجها ورفع كفاءتها؟ ** تحتاج إلي استثمارات وطنية بأموال مصرية من البنوك لتطوير وتأهيل هذه المصانع الوطنية بدلاً من بيعها او خصخصتها للمستثمر الأجنبي لاننا نملك جميع الامكانيات والخبرات لتحديث هذه المصانع ورفع طاقتها الإنتاجية. * ما سعر بيع طن السماد الأزوتي في مصر وفي الخارج؟ ** الآن الشركات الوطنية تبيع للبنك الزراعي السماد الأزوتي بسعر 700 جنيه بينما الشركات الاستثمارية العاملة بنظام المناطق الحرة تبيع الطن بالخارج ب 750 دولاراً. * وكيف يتم بيع شيكارة السماد الأوزوتي بالسوق السوداء بسعر 160 جنيها مع ان البنك يتسلمه من الشركات المنتجة بسعر 37 جنيها؟ ** السبب في ذلك ظهور السوق السوداء لانه من الصعب تنظيم سوق يقل فيه العرض عن الطلب المتزايد وكل ما يحدث من ممارسات خاطئة يقع تحت ان المعروض أقل من الطلب. * وكيف تنظرون إلي قيام الشركات الاستثمارية بتوجيه انتاجها بالكامل للتصدير بدلاً من تغطية السوق المحلي.. وهل هناك قرار يمكن أن يمنع ذلك؟ ** بالتأكيد المصانع الاستثمارية سواء كانت محلية أو أجنبية تقوم بتصدير معظم انتاجها لانها أنشئت لهذا الغرض، ولكن حينما يطلب منها بواسطة الحكومة تغطية السوق المحلي فهذه الشركات لا تتأخر سواء كانت مصرية أو أجنبية. * وبالنسبة للشركات الوطنية؟ ** الشركات الوطنية تلبي بقدر الامكان احتياجات السوق المحلية ولكنها تعاني من التدهور والانخفاض في حجم الانتاج وحينما نتذكر كمية الانتاج من الأسمدة الأزوتية منذ 3 سنوات نجدها كانت تبلغ 1.8 مليون طن سماد أزوتي وانخفضت في عام 2008 إلي 1.7 مليون طن سماد أزوتي. * كيف تقرأ مستقبل صناعة السماد في مصر؟ ** صناعة السماد في مصر تواجه الكثير من التحديات اهمها زيادة عدد السكان ومحدودية الأراضي الزراعية ونقص المياه ولا توجد وسيلة لزيادة الانتاج الزراعي إلا بالأسمدة الأزوتية فالأسمدة عامل مهم ومساعد وضروري لأنها تعمل علي التغلب علي مشكلة ارتفاع أسعار الغذاء عالميا نتيجة للتكلفة المرتفعة لمدخلات الغذاء الآن. * هل من الأفضل ان يتم الاستعانة بالاستثمارات الاجنبية لزيادة كفاءة وانتاج الاسمدة الازوتية في مصر؟ ** قطاع الاسمدة الازوتية في مصر معروف بوجود خبراء وعمالة مدربة ولدينا مستثمرون كبار وبنوكنا مليئة بالنقد والسيولة الفائضة والتي لم يتم منحها بعد للمستثمرين وهذا القطاع قطاع واعد ومربح نظراً لارتفاع عائده المالي بسرعة شديدة والموضوع يحتاج من الدولة لقرار صائب فالاستثمار الأجنبي في قطاع الأسمدة ليس له مكان في مصر. * هل معني ذلك انك ترفض شركة أجنبية مثل اجريوم؟ * لا.. لا أرفض "أجريوم" ولكن اذا جاء مستثمر أجنبي للاستثمار في قطاع بخلاف هذا القطاع "الأسمدة" فأهلا به وسنقف جميعا بجواره ولكننا لا نحتاج الآن إلي أية مساعدة أو مستثمر أجنبي لينهض بصناعة الأسمدة في مصر.