حتي وقت قريب كانت حديقة الحيوانات واحدة من أهم معالم القاهرة الكبري وكانت مقصدا للسياح من جميع الجنسيات، وساهم في ذلك كونها واحدة من أقدم حدائق الحيوانات في العالم.. إذ تم افتتاحها عام 1891 في عهد الخديوي توفيق، وكان قد تم انشاؤها وقتئذ علي مساحة 50 فدانا ثم زادت مساحتها عام 1938 لتصبح 85 فدانا وزاد من أهميتها احتوائها علي عدة أماكن اثرية مثل جبلاية القلعة وجبلاية الشهري والكوبري المعلق الذي بناه المهندس الشهير ايفل الذي بني أيضا برج ايفل بباريس. لكن كل ذلك لم يشفع للحديقة وتدهورت أوضاعها عاما بعد عام حتي خرجت من التصنيف العالمي، وبدلا من أن تكون اضافة للسياحة وعونا للاقتصاد القومي أصبحت عبئا عليه.. والسؤال كيف يمكن أن ننقذ هذه الحديقة التاريخية.. وماهي الوسيلة لاستعادة مكانتها وهل يمكن أن تستعيد بريقها في ظل الظروف المالية الحالية وكيف يمكن أن تعود للتصنيف العالمي مرة أخري. دكتور نبيل صدقي رئيس الادارة المركزية لحدائق الحيوان والحفاظ علي الحياة البرية يكشف عن ضعف موارد الحديقة ويقول انه حتي شهر مارس الماضي من عام 2007 كانت تذكرة الحديقة تباع للجمهور ب 25 قرشا إلي أن تم زيادتها بعد هذا التاريخ إلي جنيه. كما اتفق وزيرا الزراعة والمالية علي أن تعود حصيلة إيرادات الحديقة بدءا من ميزانية 2008 - 2009 للحديقة بالكامل. ويري د. صدقي أن زيادة ثمن التذكرة سيسهم في مساعدة القائمين علي ادارة الحديقة في الانفاق علي اعمال التطوير وشراء الحيوانات الجديدة وخاصة أن الدعم المقدم من الدولة حاليا يتراوح ما بين 4.5 و5.5 مليون جنيه في العام وهو مبلغ ضعيف يساهم فقط في تغطية تكاليف اعاشة الحيوان ولكنه لا يساعد في شراء حيوانات جديدة. ويقول صدقي انه من الضروري البحث عن اليات لزيادة موارد الحديقة من أجل الانفاق علي أعمال التطوير هو ما تحاول ادارة الحديقة تنفيذه في المرحلة القادمة. ويقول صدقي أنه بخلاف زيادة حصيلة الحديقة من رفع ثمن التذاكر فإن هناك خطوات أخري تم اتخاذها للتطوير أيضا وأهمها وجود بعض المشروعات التي سيتم تنفيذها داخل الحديقة بالتنسيق مع رجال الاعمال والشركات في مصر حيث قام أحد رجال الأعمال بالتبرع لإنشاء موقع الكتروني للحديقة، كما أن هناك مشروعا اخر لعمل تكييف للدببة تبرعت به شركة عالمية للتبريد. ويضيف صدقي ان هناك مشروعات أخري مازالت في طور الدراسة والاعداد سيتم تقديمها كهدايا أومساهمات من القطاع الخاص لتطوير الحديقة. مؤكدا أن قبولهم لمساهمات رجال الأعمال يأتي في اطار كونها تبرعات بدون أي مساس بإدارة الحديقة وملكيتها للدولة. مشيرا إلي أنهم يقومون بالإعلان عن المشروعات المطلوبة للحديقة ثم يبدي أي شخص أو شركة استعداده أو رغبته في المساهمة أو التبرع. وعن مدي احتياج الحديقة لأموال موازنات لاحداث التطوير اللازم بها يؤكد صدقي أن حدائق الحيوان ليست بحاجة لأموال بقدر حاجتها بكواد فنية وتدريب للعمالة بها سواء اطباء أو موظفين أو فنيين بالشكل الذي يسهم في قيامهم بتنفيذ الخطط والرؤي المستقبلية وهو الاتجاه الذي تسعي الحديقة حاليا لتطبيقه كما أننا نسعي لعمل مواءمة بين حديقة الحيوان بوضعها الحالي كحديقة مغلقة مع الحدائق العالمية بحيث تتوافق مع المتطلبات العالمية. ويضيف صدقي انهم يقومون حاليا أيضا بتحديث مركز التعليم والوعي البيئي بهدف تعليم الزائرين كيفية التعامل مع الحياة البرية وكيفية الحفاظ علي الحيوانات. وعن شراء الحيوانات يوضح صدقي ان الحصول علي حيوانات يمكن أن يتم بطرق أخري بخلاف الشراء مثل تبادل الحيوانات مع الحدائق المختلفة. وعن أهم المشكلات التي تقف امام تطوير الحديقة بخلاف النواحي المالية يؤكد صدقي ان عدد الزائرين الضخم للحديقة من أهم المشكلات التي يواجهونها حاليا لأنه يمثل ضغط كبيرا عليها. فالعدد السنوي الذي يزور الحديقة يتراوح ما بين 4 و5 ملايين زائر، فالزائرون في يوم شم النسيم وصلوا إلي 93 ألف شخص!! ويرجع صدقي سبب التوافد الكبير للزائرين لقلة ثمن التذكرة ولهذا يطالب صدقي بزيادة ثمن التذكرة إلي خمسة جنيهات مثل الحدائق الاخري حتي تتمكن من زيادة ايراداتها والانفاق علي خطط التطوير اللازمة مشيرا إلي أن أقل حديقة اليوم تذكرتها تباع بجنيه وفي الاعياد تصل لجنيهين كما أن هناك حدائق لا يوجد بها ثروات مثل المتواجدة في حديقة الحيوان ومع ذلك تذكرتها خمس جنيهات. ويوضح دكتور حاتم كمال "مدير عام حدائق الحيوان بالجيزة أن الحديقة تحتاج لميزانية ضخمة من اجل تطويرها والارتقاء بمستوي ادائها. مشيرا رلي أنهم اتخذوا العديد من الاجراءات لتطوير الحديقة مثل تدريب الاطباء وترشيحهم للحصول علي دورات في المجالات البيطرية المختلفة من رعاية وعلاج وتغذية، وتنفيذ عمليات الصيانة اليومية والدورية داخل الحديقة حتي تظل في شكل جذاب يرضي جميع الزوار.