ما إن ينتهي موسم الامتحانات حتي تبدأ إجازة المصيف، ولكن المصيف هذا العام يأتي محاطا بعلامات استفهام كبيرة حول كلفته المادية، خاصة في ظل زيادة أسعار الطاقة والفنادق والشقق إضافة إلي الرسوم التي تفرضها الادارات المسيطرة علي الشواطئ علي المصطافين، وهناك أيضا القدوم المبكر لشهر رمضان. فهل نحن أمام موسم اصطياف ناجح أم أن هناك عوامل ستحد من هذا النجاح؟ يقول جمال عمر "أحد الذين يعملون في مجال الفندقة في الاسماعيلية: بالطبع من المنتظر غلاء كل شيء وبشكل كبير وذلك بعد الموجة التي شهدتها البلاد من زيادة في اسعار الطاقة وزيادة اسعار العقارات وكذلك المواد الغذائية بأنواعها، وهذه الزيادة ليست في مصر فقط بل في العالم كله، مضيفا أن كل أسرة ستذهب للمكان الذي يتناسب مع امكانياتها من رأس البر الي الساحل الشمالي أو غير ذلك. ويضيف أن الشواطئ الخاصة بقرية أو الشواطئ العامة المؤجرة من خلال المناقصات تخضع لرسوم دخول كذلك زيادتها شيء لا محالة منه، لأن المشرفين عليها يحاولون تحصيل المبالغ التي دفعوها للحصول علي المناقصة أو المصاريف التي تكلتفها القرية وتوفير الخدمات بها، مؤكدا أن رسوم دخول الشواطئ التي يتم تحصيلها من المصيفين تختلف من منطقة لأخري وفي ظل عدم وجود رقابة علي مؤجري الشواطئ فإن المزايدات في اسعار الدخول تكون لعبتهم. وحول المشاكل التي تواجه الشواطئ يقول إنها تعاني من التلوث والنحر، مع العلم بأننا نمتلك أماكن ليس لها مثيل في العالم، ولذلك يقترح أن تترك الشواطئ للاستثمار مع مراعاة شروط البيئة وتوجيه الاستثمار فيها لخدمة الجميع. ويضيف أن أسعار الغرف في الفنادق زادت في الفترة الأخيرة من 200 إلي 450 وتزامن ذلك مع ارتفاع اسعار تأجير الشقق المفروضة والتي تتراوح ما بين 160 جنيها و300 جنيه حسب قربها من البحر بدأ الاقبال عليها بتراجع ويتجه المصطافون الي فنادق الثلاث نجوم لقضاء يومين أو ثلاثة أو أربعة علي الأكثر، حيث أنها أرخص وأفضل من حيث التكلفة والخدمة. من جهته يوضح اشرف عبيد مدير احد الشواطئ بمدينة رأس سدر ان التصييف لا يختلف في مكان عن آخر إلا في الخدمات المقدمة، مشيرا الي ان اسعار المأكولات والعقارات المملكة ستزيد هذا العام، بينما باقي الاسعار من رسوم دخول الشواطئ وتأجير الكراسي والشماسي ستبقي علي نفس مستواها من الصيف الماضي. وبشكل عام فإن الشواطئ لم تعد مجانية فباتت هناك شواطئ عامة وأخري خاصة (شركات فنادق قري سياحية)، وهي متدرجة في مستواها من المتوسط الي الشعبي وكذلك أسعارها وبالتالي مرتديها. وعن المشاكل التي تواجه التصييف بوجه عام يقول أشرف عبيد إن هناك العديد من المشاكل وفي مقدمتها قلة مياه الشرب أثناء فترات الصيف في غالبية المصايف، مما يؤثر علي اعداد رواد المصايف بوجه عام، كما تعاني اماكن التصييف من مشكلة اخري تتمثل في قلة المواصلات بل وانعدامها خاصة المواصلات التي تربط القاهرة بالمصايف، بالاضافة الي نقص الخدمات الترفيهية "مسرح سينما"، وكذلك مشاكل معنوية بسبب شكاوي بعض المصطافين من كمائن المرور علي الطرق المؤدية للمصايف مما يؤثر علي اقبال المصطافين بالاضافة الي مشكلة مصنع أجريوم بمدينة رأس البر والتي تؤثر علي من يريد الذهاب هناك. كما يوضح ان الشاليهات والفنادق تتمتع بالسيطرة علي الشواطئ المصرية مما يقلل من المتنفس للشواطئ العامة، كذلك عمليات العتداء علي الشواطئ من خلال ارتفاع المباني وعدم تطبيق المسافات المحددة لإبتعاد المباني عن الشواطئ.