جيمي ويلز واحد من الاسماء الشابة البارزة في أمريكا، وهو صاحب فكرة موسوعة ويكبيديا علي الإنترنت التي يزورها 160 مليون زائر شهريا من كل أنحاء العالم وهو أيضا صاحب فكرة موقع البحث الشهير ويكيا ويمثل تجربة تعيد إلي الأذهان العبقريات الشابة من أمريكا كتجربة بيل جيتس في تأسيس مايكروسوفت. تحدث جيمي ويلز ل "الأسبوعي" عن أسرار الابداع والأرباح من بيزنس الإنترنت، ورغم تحفظنا علي بعض المواد التي ينشرها موقع الويكبيديا، وإيماننا بضرورة احترام المعتقدات، نركز في ذلك الحوار علي تجربة ويلز ومستقبل بيزنس الإنترنت وموقع العرب فيه. * نسمع كل يوم عن عملاق جديد في عالم الإنترنت كجوجل وياهو وبالطبع ويكيا ويكبيديا.. من خلال تجربتك كيف من الممكن أن تدخل كمنافس بين هؤلاء العمالقة؟ ** بداية أود أن أشير إلي أن ويكبيديا ليست هادفة للربح وويكيا بالطبع موقع هادف للربح، وبشكل عام فنحن نجحنا في أن نقدم للناس ما يحتاجونه ونركز بشكل أساسي علي تقديم قيمة مضافة للمستهلك أيا كان، والعنصر الأساسي قوة العاملة التعاوني بين المجتمعات في ويكبيديا، تتذكر أنه مع بداية ظهور فكرة "المواقع الالكترونية" كانت المواقع "شخصية". ونحن جعلنا في ويكبيديا مئات الآلاف يتجمعون ويعملون سويا في شيء أكبر بكثير مما يستطيع شخص بمفرده أن يقوم به، وهناك تجربة أخري كتجربة "يوتيوب" التي رسخت العمل التعاوني في مجال "الفيديو" اعتقد أننا مازال أمامنا الطريق طويل للاندماج أكثر وأكثر. * إذا اعتبرنا أنا "الفكرة الجديدة" هي العنصر الأساسي للمنافسة في هذا السوق فما هي المجالات التي لم تطرق بعد؟ ** هناك حاجة لخدمات الويب في مجالات عدة كالبحث عن معلومات محلية لها قيمة محلية ولا أعلم النقص في أي نوع من المعلومات بعينها ولكن أتحدث بشكل عام، وهناك حاجة أيضا في مجال التجارة الالكترونية فقد تكون هناك احتياجات محلية أيضا مازالت تنقصها الخدمات، وفي مجال المحتوي العربي أيضا. * ولكن بالنسبة للتجارة الالكترونية قد لا تحقق نجاحا كبيرا في مصر لارتفاع معدلات الفقر؟ ** إذا نظرت لتجربة موقع "اي باي" ستري أنه حقق أشياء مفيدة لأصحاب الدخول البسيطة كتوفير فرص شراء الاشياء المستعملة وقد كانت الفرصة جيدة لهذه الطبقات لكي تتجمع وتعلم العالم بأحوالها، والواقع أن هناك مليار مستخدم حاليا علي الانترنت وبعد 10 سنوات سيضاف إليهم مليار آخر وإذا كان المليار الأول يضم الكثير من الدول المتقدمة فإن المليار الثاني سيضم نسبة أكبر من البلدان الفقيرة وهذا سيحدث تغييرات كبيرة في المستقبل. * هناك البعض يري أيضا أن بيزنس الويب قليل التكلفة عالي الربحية، وسمعنا أن ويكيميديا علي سبيل المثال التي تدير ويكبيديا لا تضم أكثر من 5 موظفين؟ ** الآن أصبحوا 15 في ويكيميديا فاونديشين وهي تكلفة قليلة في نشاط لا يهدف للربح، في ويكيا التكلفة كبيرة فلدينا 50 موظفا ونستثمر مبالغ كبيرة في الاجيال الجديدة من السوفت وير، ولكن بالطبع هناك فرص لتحقيق معادلة التكلفة القليلة والربح الكبير بمعني أن يكون هناك أفكار عظيمة تخرج من فريق عمل، وبيزنس الويب بالطبع يختلف عن بيزنس مثل بيزنس القطاع الصناعي مثلا الذي يحتاج إلي إنشاء مصانع كبيرة تستثمر سيولة كبيرة وتجني الارباح من منتجاتها فبيزنس الويب قد يكون أشبه ببيزنس السينما فمن الممكن أن تنتج فيلما بانتاج قليل ويحقق أرباحا طائلة وممكن أن تعد إنتاجا ضخما لفيلم ما ثم يفشل فشلا كبيرا وبشكل عام فهناك فرصة جيدة جدا للخريجين الشباب في هندسة الكمبيوتر في بيزنس الويب وقد رأيت تجارب ناجحة لفرق عمل مكونة من 3 أو 4 أشخاص. * كيف نشجع هذا البيزنس علي النمو في منطقتنا؟ من النماذج الناجحة في الغرب تجربة وادي السليكون فهناك العديد من المستثمرين والافكار الجديدة وهناك نموذج الاستثمارات المشتركة وقد كان نموذجا ناجحا في تجارب عدة بدخول مستثمرين كبار في شركات صغيرة وناجحة، اعتقد أن مثل هذا اقرب للنجاح من نماذج المشروعات الحكومية الكبري. * ماذا عن المكون العربي في ويكبيديا؟ ** اعتقد أن هناك حوالي 50 إلي 100 ألف مقالة علي ويكبيديا بالعربية وهي نسبة قليلة إذا قارناها بلغات أخري كالإنجليزية أو الألمانية، وعموما فالأمر نسبي كعدد الذي يصلهم أدوات الإنترنت وحجم المتعلمين للإنجليزية، فإذا نظرنا إلي كوريا الجنوبية سنجد أن نسبتها أقل علي الرغم من أن عدد المستخدمين للإنترنت فيها كبير بغض النظر عن عامل عدد السكان والعربية أيضا تواجدها أفضل علي الإنترنت من اللغة الهندية التي يتحدث بها أكثر من 200 مليون مواطن. * كيف انتشرت ثقافة الاعتماد علي الإنترنت في أمريكا؟ ** يرتبط ذلك بعوامل عدة كالتدريب وثقافة اليوم واللغة العربية لديها بالفعل آداب رفيعة وحجم كبير من المواد التعليمية ولكن هناك الكثير من الناس هتم أكثر بالرياضة والترفيه ولا هتم بالثقافة.