بين الحين والآخر تشهد مؤسسات اقتصادية بأن الاقتصاد المصري يتمتع بالحيوية فهو ينمو ويتطور حسب المؤشرات الاقتصادية العالمية، ويتعجب الناس في هذه الشهادات وربما يعتبرها البعض نوعا من الاعلان عن الاقتصاد المصري. والحقيقة ان الاقتصاد المصري - رغم ضعف العائد المباشر علي الناس - حقق قفزات كبيرة هي التي مكنت المجتمع المصري من النجاة من التدهور والانهيار مقارنة بالزيادة في السكان التي تلتهم معظم عوائد التنمية. ورغم الشكوي من التضخم والقفزات العشوائية للأسعار فإن الأمر كان سيكون أسوأ بكثير لو أن الاقتصاد المصري لم يسترد عافيته بفضل الجهود التي تبذلها الدولة في شتي المجالات. وفي الفترة الحالية - حكومة د.نظيف - حدث تطور هائل في مختلف المجالات، ومحاولات دائبة لتحسين الأداء وتغيير القوانين المعطلة او المعرقلة للنمو، والمحافظة علي الاقتصاد من مكاسب في السنوات الماضية فضلا عن زيادة معدلات النمو لا يتناسب مع القدرة الحقيقية للاقتصاد المصري بوجه عام. وهذا النهج يخفف بالقطع من أثر التقلبات المناخية، وهو يتفق مع طبيعة الشعب المصري الذي لا يميل إلي المفاجآت في حياته بشكل عام، فضلا عن ضعف الميل لدي معظم الناس إلي المخاطرة وخاصة بالنسبة للأموال، وبالتالي فهو يشجع الأفراد علي دخول سوق الاستثمار في شعورهم بالقدر الكافي من الأمان. وحتي يحقق الاقتصاد المصري انتعاشا كبيرا ومعدلات نمو عالية يجب اطلاق المبادرة الفردية بكل معانيها وازالة العوائق البيروقراطية التي تزيد من ضعف الميل إلي المخاطر وتزيد من احجام الناس عن المشاركة في النشاط الاقتصادي مشاركة ايجابية. ومما يؤدي إلي تعديل الرؤية الشعبية الاستثمار التمييز بين النصب، وبين الاستثمار.. ومطاردة الاتجاهات التي تشبع الفساد في سوق الاستثمار بالاساءة إليه بالأعمال غير الشريفة التي يقومون بها والغش والتسعير حسب الرغبة في تحقيق أرباح، أو خطفها في غفلة من المجتمع. ولاشك أن الحكومة الحالية تتمتع بوجود خبرات كبيرة ولديها رؤية وهدف ولكنها تفتقر إلي تنمية الوسائل ومن أهمها فرز العناصر القادرة علي القيادة من بين عناصر الادارة.. فالقيادة مطلوبة لاختراق التدهور والخسائر وتحقيق التقدم والمكاسب والادارة تستطيع المحافظة علي الأوضاع بصورة جيدة لوقت محدد. نحن في حاجة إلي قادة ودعم القادة بالثقة، والفرز المستمر لابعاد من يعمل لحسابه ظنا منه أن المجتمع غافل عنه. نحن في حاجة إلي وعي عام مستنير ورشيد يميز المستثمرين عن النصابين وحكومة رشيدة تتعامل بسرعة وحزم مع الانحراف الذي يسيء إليها ويأكل انجازاتها.