اكدت شركتا "دلتا ايرلاينز" و"نورثويست ايرلاينز" للطيران التوصل إلي اتفاق للاندماج في شركة واحدة، ستكون أكبر ناقل جوي في العالم ضمن صفقة ستبلغ قيمتها 3.6 مليار دولار مع دخل سنوي متوقع سيناهز 31.7 مليار دولار. وقالت اطراف مطلعة علي تفاصيل الصفقة ان اللمسات الاخيرة عليها ستجري قبل نهاية العام الجار، وفي ظل ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي تدعم سياسته الاقتصادية عمليات الدمج. لكن الاعلان عن الصفقة اعقبه ظهور مجموعة من العقبات والتحديات، منها ما هو قانوني وسياسي يتعلق بقوانين مكافحة الاحتكار، ومنها ما يتعلق بمطالب العمال حيث بدأت احتجاجات النقابات علي الصفقة. وبموجب الصفقة، تستحوذ دلتا علي نورثويست في صفقة أسهم يحصل فيها مساهمو الاخيرة علي 1.25 سهم من اسهم دلتا مقابل كل سهم يملكونه في نورثويست. وتنشأ من الاندماج شركة طيران تعمل تحت اسم "دلتا" التجاري ويكون مقرها في مدينة اتلانتا الأمريكية، وتبلغ عائداتها السنوية 31.7 مليار دولار ولديها نحو 80 ألف موظف، اما ادارتها فتكون لريتشارد اندرسون الرئيس التنفيذي الحالي ل "دلتا". ويبدو أن العائق الاكبر الذي قد يعترض الصفقة علي المستوي القانوني يتمثل في امكانية رفضها لاعتبارات تتعلق بالاحتكار، لكن المدير التنفيذي ل "نورثويست" استبعد ذلك مبديا "ثقته" في ان الصفقة ستحظي بالموافقة المطلوبة. من جانبها بدأت نقابات العمل لدي الشركتين بالتحرك، فتوصل الطيارون في شركة "دلتا" إلي اتفاق جديد مع ارباب عملهم يقضي بتمديد عقودهم الجماعية حتي عام 2012 ومنحهم 3.5% من الشركة الجديدة. أما نقابات توضيب الحقائب وحجز التذاكر في "نورثويست" فقد أبدت معارضتها للصفقة بحجة أن الشركة لم تضمها إلي المفاوضات الاولية التي مهدت للاتفاقية. ويأتي اعلان "دلتا" و"نورثويست" بعد عام تقريبا من نجاحهما في تجاوز خطر الافلاس وتلقيهما الحماية الحكومية، ورغم أنهما عادتا لتسجيل خسائر، فإن وضعهما الحالي افضل بكثير من السابق، كما أنه أفضل من أوضاع سائر شركات الطيران الأمريكية.