انهالت الانتقادات علي وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري وبلادها بعد الاتفاق مع طهران علي استيراد سويسرا 5.5 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي الايراني. وتم توقيع الاتفاق منتصف الشهر الماضي بين "اي جي ال" السويسرية وشركة تصدير الغاز الايرانية "نيجك" معظم الانتقادات جاءت من الولاياتالمتحدة واسرائيل وطالبت سفارة الأولي في برن الحكومة السويسرية بضرورة تقديم صورة من التعاقد المبرم مع الجانب الايراني لدراسة ما إذا كان هذا الاتفاق يتماشي مع توجهات الأممالمتحدة بفرض حظر اقتصادي علي التعامل مع ايران. وقالت ليزبيث كيف المتحدثة الإعلامية باسم السفارة الأمريكية في برن ان السفارة طلبت من الحكومة السويسرية رسميا منذ منتصف العام الماضي مزيدا من التوضيحات حول صفقة الغاز ونسخة من العقد لكن لم يصل رد حتي الآن. وأكدت كيف أن بلادها تتعاون مع سويسرا في مجالات مختلفة لا سيما وان السفارة السويسرية في طهران ترعي مصالح بلادها في هذا البلد إلي الآن منذ قطع العلاقات بين الجانبين اثر قيام الجمهورية الإسلامية وقد رفض المتحدث باسم الخارجية السويسرية جان فيليب جونيرا التعليق علي ذلك للجزيرة نت لكن وزيرة الخارجية السويسرية اوضحت للصحفيين عقب عودتها من طهران ان بلادها غير ملزمة بالحصول علي تصريح من واشنطن قبل البحث عن مصادر الطاقة ورعاية مصالحها الاقتصادية. وبالطبع لم تتمكن الدوائر المؤيدة لتل أبيب في سويسرا من التزام الصمت فأدلت بدلوها أيضا بهذا المجال منتقدة ما اعتبروه تقاربا سويسريا مع بلد معاد لإسرائيل ويستعد لدخول النادي النووي فضلا عن كونها "أصولية متزمتة". لكن الوزيرة السويسرية قالت إن بلادها لها الحق في الدفاع عن اهتماماتها الاستراتيجية ورأت أن صفقة الغاز الإيراني ناجحة بسبب العلاقات الجيدة بين البلدين. الانتقاد الثاني جاء من بعض التيارات السياسية وذوي التوجهات المعادية للإسلام إذ أعربوا عن قلقهم من ظهور وزيرة الخارجية مع الرئيس الايراني احمدي نجاد متشحة بغطاء ابيض للرأس ورأي المنتقدون ان ظهور الوزيرة محجبة لا يعكس النظرة التحررية للمرأة السويسرية وقيم البلاد المسيحية ويتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان لانها خضعت لرغبات الملالي ومرة اخري تدافع كالمي ري عن موقفها إذ اعتبرت ان تغطية الرأس كان احتراما لتقاليد البلد المضيف كما تقتضي تعليمات البروتوكول المعمول بها في وزارتها لكن المنتقدين ردوا بأن رئيسة البرلمان التقت العام الماضي العاهل السعودي حاسرة الرأس رغم أن المملكة مصنفة علي أنها أكثر دول العالم التزاما بالتعاليم الإسلامية.