اجتمعت قمة دمشق وانفضت وسط أجواء من التشاؤم واللامبالاة أحاطت بالمجتمع الاقليمي العربي والمجتمع الدولي الذي تابع بفتور أعمال القمة ولم يحتفل كثيرا بإعلان دمشق الذي تمخضت عنه القمة. الحقيقة أن شعورا بالأسي يغلب علي كما أعتقد أنه يغالب شعور كل مواطن عربي يهتم بما يجري علي الساحة العربية من أحداث تديرها تناقضات حادة في المواقف بين دول عربية المفروض أنها خاضت وتخوض معركة مصير مشترك. كل ما سمعناه وعرفناه عن وحدة المصير العربي تبخر، الاَن هناك محور يتحالف مع إيران، واَخر يرفض التحالف معها، المحور الذي تحالف مع إيران يزعم أن المحور الاَخر الذي يرفض التحالف مع إيران هو بالضرورة يتحالف مع الولاياتالمتحدة. سوريا وحماس وحزب الله يتحالفون مع إيران يدعمونها في موقفها المناهض للولايات المتحدة بسبب موضوع البرنامج النووي الإيراني الذي تعارضه الولاياتالمتحدة، وإيران تدعم موقف الثلاثة في مواجهة الدول العربية الأخري التي تري أن مشروع إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل يستحق المحاولة، ومادامت الولاياتالمتحدة تدعم موقف إسرائيل، فالعدو إذن هو الولاياتالمتحدة وبذلك تتحقق المصالح المتبادلة بين إيران وسوريا وحماس وحزب الله ويقتسمون المنافع من هذا التحالف. أما سوريا فلديها مشكلة احتلال الجولان، وهي تسعي إلي إيجاد وسيلة تضغط بها علي إسرائيل أساسا لكي تنسحب إسرائيل من الجولان، وأعتقد أنه حق مشروع لسوريا أن تبحث عن وسائل للضغط علي إسرائيل دون الإضرار بمصالح الدول الأخري في المنطقة أو المشروع الفلسطيني لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل مقابل موافقتها واعترافها بقيام دولة فلسطينية علي الأراضي المحتلة بعد يونية 67. في سبيل تحقيق مصالح تراها سوريا ضرورية لها تحالفت مع إيران وشجعت تحالف إيران مع حزب الله لتشق بذلك الجمهورية اللبنانية وتحرمها من فرصة الاستقرار، كذلك شقت الصف الفلسطيني واستخلصت لنفسها حماس، وشجعت حماس علي الاستيلاء علي قطاع غزة، وحرمت الشعب الفلسطيني من فرصة توحيد جهوده لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. رسالة سوريا هنا بالنسبة لفلسطين واضحة، وهي أنه لن تسمح سوريا للفلسطينيين بالاتفاق مع إسرائيل قبل البت في مسألة احتلال الجولان وموافقة إسرائيل علي الانسحاب من الجولان مع تعويض سوريا عن فترة الاحتلال التي امتدت منذ يونية 1967 وحتي الاَن، ولا أحد يعرف بالضبط أو بالتقريب متي تنتهي. قد يبدو منطقيا للبعض أن تتصرف سوريا علي هذا النحو الذي يكرس الانفصال بين المواقف، وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها تقوية المطالب العربية، والغريب أن سوريا شجعت طرح القائد الليبي حيث تساءل عن السبب في قبول العرب للحديث عن دولة فلسطينية في حدود "67" ولماذا يطالب العرب بإنهاء الاحتلال في تلك الأراضي دون بقية فلسطين. وللحديث بقية