وقع الفلسطينيون من فتح مع الفلسطينيين من حماس اتفاقا في صنعاء في إطار ما يسمي بالمبادرة اليمنية لرأب الصدع في صف العمل الوطني الفلسطيني. وعقب التوقيع مباشرة أكد الناطق باسم حماس أن الاتفاق ليس للتنفيذ وإنما هو للحوار. حسنا.. علي ماذا يدور الحوار وأين وإلي متي ينتظر الشعب الفلسطيني في غزة رفع الحصار، لا أحد يعلم ويبدو أن هذا الموضوع يأتي في آخر أولويات حركة حماس التي استولت علي الحكم في قطاع غزة، وهي الآن تعض عليه بالنواجذ كما يقولون ولا يمكنك أبدا أن تتخلي عنه طواعية. أي تصور لتنفيذ ما تصر عليه السلطة الشرعية في رام الله من إعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه في قطاغ غزة غير قابل للتطبيق، والسلطة تري حقيقة أنه لابد أن تتخلي حماس عن قطاع غزة ولكن حماس تري أن عودة الأوضاع إلي ما كانت عليه يجب أن تتضمن عودة هنية إلي الوزارة الشرعية والتخلي عن حكومة إدارة الأمور برئاسة فياض. حسنا.. ولكن هل تتخلي حماس عن القوة التنفيذية التي كانت أداتها في حدوث الانقلاب، وهي القوات التي استطاعت طرد قوات فتح من غزة؟ لا أظن أن ذلك ممكن.. وهذا يعني أن عودة الأمور إلي ما كانت عليه تعني عودة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة حماس، وقبول حماس بوجود رمزي للرئاسة في غزة مع بقاء السيطرة الأمنية للقوة التنفيذية. حسنا.. ولو قبلت فتح بذلك الحل فهل تقبل به إسرائيل والولاياتالمتحدة وبالتالي تقبل التعامل مع حكومة هنية ويؤدي ذلك إلي فك الحصار وفتح المعابر وإعادة الحياة الطبيعية إلي غزة. أعتقد أن هذا الموقف غير قابل للحدوث، ولن تعترف إسرائيل بحكومة حماس أو حكومة تشترك فيها حماس إلا إذا تخلت حماس عن رفضها الاعتراف بإسرائيل الآن أو مستقبلا. ماذا إذن سيكون عليه الموقف؟ لا أكثر من أن تكسب حماس في غزة مزيدا من الوقت لممارسة ضغوطها علي مصر من ناحية وعلي إسرائيل من ناحية أخري لتمرير المعونات الإنسانية مع بقاء الأوضاع علي ما هي عليه. ربما تتوصل حماس إلي اتفاق هدنة مع الجانب الإسرائيلي تكف بمقتضاه عن السماح باطلاق الصواريخ علي مناطق الحدود الإسرائيلية في مقابل أن تمتنع إسرائيل عن استهداف نشطاء حماس والجهاد، وربما يدخل في الصفقة تسهيل فتح المعابر لوقت محدد تحت رقابة إسرائيلية لمرور الحالات الإنسانية. وإذا حدث هذا الاتفاق فكيف تكون المقاومة، وماذا تتوقع حماس أن يحدث لتحسين أحوال الناس في القطاع وكيفية التعامل مع عرض المفاوضات الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. أعتقد أنه لا أحد يعرف في حماس إجابة لأن تسيير الأمور يجري يوما بيوم ومن اليد إلي الفم مباشرة فلا يوجد تخطيط ولا استراتيجية سوي الاعتماد علي الرفض باستمرار حتي تنضج تسوية ما، أما الزمن فلا حساب له عند قادة حماس.