مثال معبر في صورة سؤال يشرح تأثير استنزاف البيئة وافسادها بالطرق والوسائل المتعددة كما يوضح خطورة التأخر في الاصلاح، السؤال يبدأ بافتراض وجود بحيرة مساحتها مئات الكيلومترات المربعة وغنية بالأحياء المائية، والفرضية الثانية هي وجود نوع من الطحالب في أحد أركان هذه البحيرة علي صورة ورقة شجر صغيرة لا تزيد مساحتها علي سنتيمتر مربع واحد، أما الفرضية الثالثة فهي ان مساحة هذا الطحلب تتضاعف يوميا وذلك بانقسام ورقة الشجر هذه يوميا وهذا النموذج يماثل عمليات استنزاف الموارد الطبيعية أو تلويث البيئة أو التكاثر البشري، والفرضية الرابعة أن استمرار تكاثر الطحلب بهذا الشكل سوف يؤدي الي تغطية البحيرة بالكامل بعد عشر سنوات وعندها تنتهي الحياة داخل البحيرة تماما. أما الفرضية الخامسة والأخيرة فهي ان القائمين علي شئون البحيرة لن يلاحظوا فداحة الأمر الا بعد ان تغطي الطحالب نصف مساحة سطح البحيرة. والسؤال هو ما المدة التي سوف تبقي أمام المسئولين كي يتداركوا الوضع وينقذوا البحيرة من الهلاك حين يتنبهون لخطورة ما يحدث؟ وقبل قراءة الاجابة أرجو من الاخوة القراء ان يعيدوا قراءة الفرضيات وان يفكروا سريعا في الاجابة، أتوقع ان الاجابة الغالبة سوف تكون خمس سنوات أي نصف الفترة اللازمة لتغطية سطح البحيرة بالكامل أو الانتقال من الرخاء التام الي حالة الفناء والانهيار. ولكن وللأسف الشديد الاجابة خاطئة والاجابة الصحيحة هي يوم واحد حيث ان مساحة سطح الطحلب تتضاعف كل يوم فإذا كان سطح البحيرة الشاسع سوف يتغطي بالكامل في اليوم الاخير من السنوات العشر فإن نصف السطح سوف يكون مغطي في اليوم قبل الأخير ثم يتضاعف في اليوم الاخير مغطيا كامل سطح البحيرة. والعبرة هنا ان الشعوب التي لا تتبع الاساليب العلمية في التخطيط والتحليل بعيد المدي والتي تنتظر حتي تبدو الكارثة واضحة أمامها، ممثلة في قصتنا بانسداد نصف مساحة البحيرة لن تتاح لها الفرصة الكافية للاصلاح ويكون الوقت قد فات. إنني أرجو الله وأدعوه بكل اللهفة والخشوع الا يكون هذا حالنا والا يكون هذا هو التفسير للسؤال الذي يحير الجميع وهو لماذا لا تشعر عامة الشعب بجدوي المجهودات المضنية التي تبذلها الحكومة لاصلاح الاحوال؟