منذ سنوات بعيدة استقبل المصريون بحفاوة بالغة الرئيس نيكسون، لم يبق الرئيس الأمريكي في منصبه كثيرا فقد اطاحت به فضيحة ووترجيت.. وبعد ذلك لقي الرئيس كارتر ترحيبا كبيرا لدي المصريين والرئيس السادات يمضي في عملية السلام مع اسرائيل.. ورغم فشل كل مفاوضات السلام بعد ذلك إلا أن مصر استردت سيناء وان بقي السلام حلما مؤجلاً.. وكانت علاقات مصر بالرئيس كلينتون علي درجة عالية من التقدير.. ولكن الرئيس بوش شخص غير مرغوب فيه لدي المصريين الان.. ولو جري استطلاع للرأي حول زيارة بوش لمصر لرفض 99.9 % من المصريين هذه الزيارة ولا اعتقد ان الشعب المصري رفض رئيسا أمريكيا أكثر من هذا الرجل.. ان اسوأ الصفحات في تاريخ العلاقة بين العرب وأمريكا كانت في عهد الرئيس بوش ولا يوجد رئيس أمريكي انصبت عليه لعنات الشعوب العربية أكثر من الرئيس بوش ولهذا سيأتي إلي مصر وكل شبر من ترابها يرفض هذه الزيارة ويلعن هذا اليوم. وعندما يرحل الرئيس بوش عن البيت الابيض سوف يكتب التاريخ بكل الصراحة تاريخه الاسود في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان وفي الارض المحتلة وسوف تتوافد لعنات أطفال فلسطين في كل وقت وحين لأن الشعب الفلسطيني لم يشهد هذه المذابح التي وقف خلفها وساندها الرئيس الامريكي وعندما يقف الرئيس بوش في اسرائيل ويتحدث عن دولة عنصرية يهودية فهو بذلك يؤكد أن الصراع العربي الاسرائيلي اصبح الان صراعا دينيا بدعم أمريكي وأن من حق المسلمين والمسيحيين ان يدافعوا عن مقدساتهم في الاراضي المحتلة وأنه من الخطأ ان تستولي عصابة تل أبيب علي مقدسات العالم في الاراضي الفلسطينية.. ان قرار الرئيس بوش بإقامة دولة لليهود في فلسطين يفتح ملفات جديدة للصراع في المنطقة ولن يكون صراعا عربيا اسرائيليا ولكنه سيتحول إلي صراع مسيحي إسلامي مع من بقي من يهود العالم في اسرائيل.. ان عدد المسلمين والمسيحيين في العالم يقترب من اربعة بلايين من البشر وعدد يهود العالم لا يتجاوز 15 مليونا فهل من الحكمة والعدل ان تسيطر هذه الاقلية علي مقدسات الاغلبية.. انها إعلان حرب جديد اطلقه الرئيس بوش في تل أبيب.